الشهيد علي الصمدي.. بطل النصر الأول وأول الشهداء


خاض ابطال المقاومة الجنوبية بالعاصمة عدن معركة التحرير وبإمكانياتهم المحدودة والبسيطة، قبل أن تقدح عاصفة الحزم شرارتها مشعلة جذوة الحماس الفدائي وتؤكد إن للأمة إرادة وقوة كفيلة بردع المشاريع المعادية واطماعها ومليشياتها، هذا السبق حدث في الضالع وابين ويافع وردفان وشبوة وغيرها من محافظات الجنوب، وهو إمتداد لثورة الجنوب التحررية وذروة عنفوانها، بل محطة فاصلة من نضالات شعبنا لها أحداثها وانتصاراتها الملحمية وشخصياتها وأبطالها الميامين الذين عبدوا بدمائهم الطاهرة طريق الإنتصارات التي توالت عقب تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها.

نتناول في هذا الموضوع وفي سياق إحتفالات شعبنا بالذكرى التاسعة لتحرير العاصمة عدن، من المليشيات الحوثية الإرهابية وإلحاق أول وأقسى هزيمة بالمشروع الإيراني التدميري الإرهابي، جانباً مهماً من إرثنا ومجدنا النضالي العسكري الذي سطرته المقاومة الجنوبية بقيادة مؤسسها، الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وإعدادها لخوض معركة دفاع وطني تحرري ترتب على نتائجها مستقل الجنوب وشعبه وأجياله، ونهدف بذلك حفظ ذاكرتنا الوطنية، وصون تاريخنا التحرري وكفاحه وميادينه وابطاله ووسائله، وفي سياقه المتجدد هدفاً وكفاحا وإرادة وعزم وتضحيات و إنجازات وانتصارات، والذي يتصدر عنوانه ورمزيته وفعله، ابطال قواتنا المسلحة في الجبهات الحدودية وفي حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.

إن إحياء نصرا عظيماً، تخط باهميته ومفاعيله الحدود الجغرافية للعاصمة عدن والجنوب بشكل عام، الى البعد القومي العربي، ينبغي ان يشمل التذكير و التمجيد والتخليد لذلك الإنتصار، وتكريس روح الفداء والشجاعة والإقدام والفداء و الاصطفاف والتلاحم، وهذا ما رأيناه في الفعاليات التي أقيمت، لإحياء ذات النصر في العاصمة عدن وفي محافظة المهرة وحضرموت وابين وشبوة ولحج وسقطرى والضالع، وتجلى بأبهى صوره،  في الجبهات الحدودية حيث يواصل ابطال قواتنا تجديد ذات النصر والتأكيد وبما لا يدع مجالاً للشك، أن "جنوب 2024  أكثر قوة وأشد بأساً وجاهزية على كافة المستويات من جنوب 2015م".

نتحدث هنا وانطلاقاً من واجب التخليد والتمجيد والإسهام في التوثيق التاريخي، عن أحد أبرز أبطال معركة تحرير العاصمة عدن ، الشهيد القائد علي الصمدي، ذلك الشاب الذي اذاع بكل شجاعة وإباء وثقة بالنصر، بيان المواجهة والتصدي للمليشيات الحوثية ، وتحرير العاصمة عدن، بدءا بقوات الاحتلال التي أعلنت مسبقاً ولاءها للمليشيات، وارتكبت أبشع المجازر بحق شباب الحراك الجنوبي، وفي طليعتها ما كانت تسمى بقوات الأمن المركزي.

الشهيد الصمدي ذلك الشاب الأشم والمقاتل الصنديد والقائد المحنك ، عرف بنشاطه الفاعل في الحراك الجنوبي وحماسه الثوري الجنوبي، المتوقد عزما وإرادة وإصرار على مواصلة النضال حتى تحرير الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة، وكان ذا شخصية مؤثرة  في أوساط الشباب، وهو من مواليد 24 فبراير 1992م في مدينة لودر محافظة أبين ، في مطلع 2015  لبى نداء العاصمة عدن واوفاها بالفداء بعد أن أعلن "البيان رقم واحد" الشهير، في مطلع فبراير من العام 2015م، وكان بيانا وخطابا فدائي صادق وجسور بمنطقة ومضمونه وفعله وأثره وخلوده في ذاكرة شعبنا وأجياله ، أثار في اوساط الشعب والشباب مشاعر الحماس في الإقدام والتضحية والفداء.

في صبيحة التاسع عشر من مارس 2015 كان الشهيد البطل علي الصمدي ضمن احد أبرز القادة الذين قادوا شباب المقاومة الجنوبية بالعاصمة عدن، لحسم معركة السيطرة على معسكر الصولبان الذي تتمركز فيه قوات الأمن المركزي الموالية للمليشيات الحوثية، وفي المعركة ذاتها و اليوم ذاته الذي تحقق فيه أول انتصارات معركة تحرير العاصمة عدن، ارتقى القائد البطل علي الصمدي شهيداً، جراء إصابته بطلقة "آر بي جي" أطلقتها قوات الاحتلال اليمني، في إعتقاد منها أنها ستطفئ ذلك القلب الجسور، لكنها إحترقت بجحيم عنفوانه وعنفوان الرجال الذين حملوا الراية من بعده بدعم وإسناد من دول التحالف العربي ومشاركة ميدانية من القوات الإماراتية الباسلة، في تحرير العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب وصولاً الى الجبهات الحدودية، التي يرابط فيها ابطال قواتنا المسلحة بذات العزم والإرادة والهدف الذي أرخص الشهيد الصمدي وكل الشهداء الأبرار أرواحهم لتحقيقه، وهو هدف تحرير الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة.

الرحمة والمغفرة والمجد والخلود للشهيد البطل الصمدي وجميع شهداء الجنوب الابرار والشفاء العاجل للجرحى.. وإنا على دربهم لماضون وعلى العهد ثابتون.