الساحات تمتلئ بالملايين.. دولة دولة ياجنوب
المدّ الشعبي الجماهيري الذي يشهده وطننا الجنوب العربي اليوم ليس حدثًا عابرًا ولا نتاج لحظة نضجت فيها ثورتنا التحررية، بل هو امتداد لعقود طويلة من النضال الوطني المتواصل من أجل استعادة دولة الجنوب.. إنه تعبير حيّ عن صمود شعبٍ آمن بقضيته، وأثبت أن إرادة الشعوب لا تموت بالتقادم، وأن الحقوق التاريخية الوجودية ، لا تسقط مهما طال زمن الاحتلال والارهاب الترهيب.
لقد برهنت التجارب السياسية منذ غزو واحتلاله عام 1994م ان محاولات القفز على تطلعات شعب الجنوب، وفرض واقع بالقوة العسكرية والارهاب، لم تكن سوى انقلابٍ صريح على مواثيق وبنود الوحدة، حين حُوِّلت من شراكة طوعية إلى غزو عسكري شامل.. هذا الغزو دمّر مؤسسات دولة الجنوب العربي، ونهب مقدراتها، وكرّس سياسة الإقصاء والهيمنة والنهب بدلًا من الشراكة والعدالة، كرس شعار قوى الاحتلاال " الوحدة او الموت" فكان الارهاب هو الوسيلة والاداة القذرة للاحتلال.
واليوم، يبعث شعب الجنوب برسالة واضحة لا لبس فيها، عبر الحشود المليونية التي ملأت ساحات الاعتصام والتظاهر السلمي من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا، وفي عواصم ومدن العالم من خلال جاليات الجنوب، التي تلاحمت كلها على قلب رجل واحد. رسالة تؤكد مطلبًا جامعًا واحدا لا تراجع عنه: إعلان دولة الجنوب العربي، والوقوف صفًا واحدًا خلف قيادتنا السياسية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي،
كما يجدد شعب الجنوب التفافه الكامل حول قواته المسلحة الجنوبية، التي حققت إنجازات وانتصارات نوعية وحاسمة وكانت ولا تزال الترجمة العملية لخيار الشعب في اسنعادة السيادة على ارضه والدفاع عن كرامته وأمنه، وهو خيار وطني حتمي لا رجعة عنه.
إن المجتمع الدولي، وهو يبحث اليوم عن مخرج عادل ومستدام لـ "لأزمة في اليمن"، مطالب أكثر من أي وقت مضى بالاستماع الجاد لصوت شعب الجنوب العربي.. فهذا الشعب يقدّم نفسه للعالم شريكًا مسؤولًا، من خلال استعادة دولته، دولة الجنوب العربي الفيدرالية الحديثة تحترم الجوار، وتؤمن بالسلام، وتساهم بفاعلية في أمن واستقرار المنطقة والعالم
هذه الحشود المليونية تؤكد، ان الاستقرار الحقيقي يبدأ من الاقرار بالحق و من الاعتراف بالواقع، والواقع يقول بوضوح إن إرادة شعب الجنوب هي الرقم الصعب والحاسم في معادلة السلام، ولا يمكن القفز فوقها أو تجاهلها.
هذه الحشود لا يفوتها في هتافاتها ولافتاتها وخطابها ان تعبّر عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة، على ما قدمته من دعم ومساندة في مواجهة المشروع الايراني ومليشياته لتي استهدفت أمن المنطقة واستقرارها.















