أبوبكر شملول.. حين تتحول الكلمة إلى سلاح في معركة الجنوب ضد الإرهاب

أمجد يسلم صبيح

 

 

‏في معركة الجنوب المفتوحة ضد الإرهاب، حيث تختبر الأوطان بصدق الرجال، يبرز اسم الفنان والمناضل أبوبكر شملول كصوتٍ تجاوز حدود الفن ليصبح سلاحًا معنويًا فاعلًا في ميادين الشرف والبطولة، ورمزًا ملهمًا لقوات النخبة الحضرمية وشباب الجنوب على حدّ سواء.

لم يكن شملول فنانًا تقليديًا، بل فارسًا في ميدان التوجيه المعنوي، جعل من الكلمة الحماسية ذخيرة، ومن اللحن جبهة قتال. بصوته القوي وحضوره الميداني، تحوّلت أغانيه إلى زئير يرفع المعنويات، ويعزز الثقة، ويعبّر بصدق عن وجدان حضرموت والجنوب. انتقل بصوته من خشبة الفن إلى خطوط المواجهة، حاضرًا في الألوية والمحاور، مشاركًا الجنود تفاصيل الميدان، ومؤمنًا بأن الكلمة المخلصة لا تقل أثرًا عن الرصاصة.

التحق أبوبكر شملول بقوات النخبة الحضرمية منذ البدايات الأولى لتأسيسها، وكان صوته حاضرًا في معركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي. وبعد التحرير، لمع اسمه كأبرز صوت حماسي رافق الانتصارات، فأصبحت أغانيه العسكرية نبراسًا للانتماء، وسهامًا معنوية في صدور أعداء حضرموت، يرددها الأبطال في ساحات الشرف لتشحذ الهمم وتثبّت العزائم.

لم يعمل من خلف الكواليس، بل مارس دورًا عسكريًا مباشرًا ضمن شعبة التوجيه المعنوي بقيادة المنطقة العسكرية الثانية، وأسهم بوعيٍ واحتراف في رفع الحس الوطني لدى الأفراد والضباط، ولا يزال صوته يصدح في حب الأرض والدفاع عن الهوية الحضرمية والجنوبية، بتفانٍ وإخلاص يشهد له الجميع.

نال شملول إشادات واسعة من القيادات العسكرية والسياسية، وفي مقدمتهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، واللواء الركن طالب بارجاش، واللواء الركن فرج البحسني، واللواء الركن أحمد بن بريك، والأستاذ علي الكثيري، الذين رأوا فيه قوة معنوية وطنية صادقة، ونموذجًا يجسد تلاحم الكلمة مع البندقية.

ولم يكن لقب “زلزال عروش الإرهاب” الذي أطلقه الشهيد أبو اليمامة عليه من فراغ؛ فقد واجه التهديدات ومحاولات الإسكات بصمودٍ وثبات، مؤمنًا بأن الصوت الحر سلاحٌ استراتيجي في معركة المصير.

ببساطته، وأخلاقه العالية، وابتسامته الصادقة، سكن قلوب أفراد النخبة الحضرمية وأبناء حضرموت والجنوب عامة. وهو أول من رفع علم الجنوب مع بدايات تحرير الساحل، واليوم يرى ثمرة ذلك الإنجاز مرفوعًا على سواعد الأبطال.

أبوبكر شملول يستحق كل التقدير، ويستحق مواقع قيادية تليق بكفاءته العسكرية والسياسية وقدرته الخطابية، فهو صوت وطن… وهنيئًا لحضرموت بهذا البطل المخلص.