«الحسم والمستقبل الواعد».. الجنوب يُحكم الطوق على الإرهاب ويصنع معادلة الأمن والسيادة

درع الجنوب/ تقرير خاص

 

في لحظة  فارقة من تاريخ الجنوب العربي، تتحرك قواتنا المسلحة الجنوبية بثبات وعزيمة لاستكمال مهمتها الوطنية في اجتثاث الإرهاب من جذوره وتأمين كل شبر من أرض الجنوب،  تحت شعار "معركة واحدة وهدف واحد"، تثبت قواتنا المسلحة الجنوبية أنها خط الدفاع الأول عن الأرض والشعب والمصالح الإقليمية، وأنها قوة وطنية مسؤولة لا تعرف التراجع.

انطلقت عملية ” الحسم “يوم الجمعة الماضية، كامتداد استراتيجي لعملية «سهام الشرق» التي نفذتها قواتنا المسلحة عام 2022، بهدف تفكيك البنية القتالية لتنظيم القاعدة في محافظة أبين وقطع خطوط الإمداد البشري واللوجستي القادمة من مناطق تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ، وتطويق أوكار التنظيم في المناطق الشمالية والشرقية من المحافظة، حيث بدأت وحدات من ألوية الدعم والإسناد وقوات الحزام الأمني ومحور أبين القتالي انتشارًا واسعًا لضمان السيطرة الكاملة على مسرح العمليات، وفق خطة وصفها المتحدث الرسمي لقواتنا المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب بأنها «استراتيجية محكمة» للتعامل مع التهديدات المستجدة.

محافظة أبين لطالما كانت هدفًا للجماعات الإرهابية المتطرفة لما تمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي وتضاريس جبلية وعرة، وهي نقطة وصل حيوية بين العاصمة عدن والمحافظات الشرقية والشمالية، وقد شهدت إقامة أول إمارة للقاعدة  خلال عام 2011–2012، وأصبحت معقلًا رئيسيًا للتنظيم، قواتنا المسلحة  الجنوبية اليوم تُعيد كتابة المعادلة في أبين، بالوصول إلى المديريات المستهدفة: مودية والمحفد وجيشان وشمال شرق لودر، وتضييق الخناق على خلايا التنظيم ومعاقله المستحدثة.

بالتوازي مع أبين، تواصل النخبة الحضرمية بقيادة لواء بارشيد تنفيذ عملية «المستقبل الواعد» في وادي سر بوادي حضرموت، الذي يمثل أحد أخطر معاقل تنظيم القاعدة لما يمتلكه من تضاريس متنوعة تجمع بين الجبال والهضاب والسهول الزراعية، استغل التنظيم نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العسكرية الأولى ليجعل من الوادي ملاذًا آمنًا لأكثر من ثلاثة عقود ، لكن قواتنا تفرض اليوم طوقًا محكمًا على تحركاته، في استمرار لمسيرة العمليات النوعية مثل «الفيصل» عام 2018 التي حررت وادي المسيني غرب المكلا.

وأكد الدكتور ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أن معركة الحسم ضد الإرهاب امتداد لمسيرة وطنية راسخة، وأن قواتنا المسلحة تصنع الفارق في كل ميدان، تحمي الأرض وتصون كرامة شعبها، وتثبت أنها قوة وطنية مسؤولة وشريك موثوق في أمن المنطقة.

وأوضح المقدم محمد النقيب أن القوات الجنوبية لا تواجه القاعدة وحدها، بل شبكة إرهاب مترابطة تشمل الحوثيين والإخوان، وتهدف لإضعاف الجنوب وإعادة إنتاج الإرهاب، مؤكدًا أن الجنوب يمثل خط الدفاع الأول عن أمن المنطقة والمصالح الدولية بما في ذلك الممرات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

لقد برهنت العمليات العسكرية في أبين وحضرموت وشبوة على أن الجنوب العربي يمتلك جيشًا نظاميًا قويًا قادرًا على مواجهة الإرهاب المعقد، مع تقديم نموذج فاعل في الأمن الإقليمي، بدعم التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبإرادة وطنية مستقلة ، من وادي عومران إلى وادي سر، ومن "سهام الشرق“ إلى  ” المستقبل الواعد “ الى عملية ”الحسم“ حيث يسطر الجنوب العربي فصلاً جديدًا في تاريخه العسكري، فصل قوات جنوبية حامية للأرض، طاردة للإرهاب، وصانعة لمستقبل الدولة الآمنة والمستقرة.