النقد الموضوعي المسؤول .. وسيلة رادعة وأحد أعمدة البناء
النقد المنطقي والموضوعي هدفه الأول هو التصحيح وغايته المثلى سلامة البناء؛ من خلال تسليط الضوء على الأخطاء والدعوة لوضع حد لأي إعوجاج أو إنحراف عن مسارات العمل وفي أي ميدان من ميادين الحياة.
فعبر لفت إنتباه الجهات المسؤولة ودعوتها للمراجعة والتقييم - أشخاص وهيئات ومؤسسات - وبما يجبرها على فعل ذلك؛ فسيثمر مثل هذا النقد ويصبح وسيلة رادعة وأحد أعمدة البناء وليس وسيلة للهدم؛ لأنه نقد بناء ومسؤول ويعكس الحرص الوطني الذي يتمتع به كل من يمارسه.
فالنقد المجرد من الأهواء والأمزجة والرغبات الخاصة وتصفية الحسابات؛ يجسد بوعي السلوك الرفيع المشبع بثقافة القيم الوطنية والإنسانية العليا؛ عندما تغيب أدوات المحاسبة والمساءلة؛ أكانت السياسية أم الإدارية والقانونية.
غير أن النقد يمارس من قبل البعض مع الأسف وكما لو كان ترفا فاقدا للقيمة لديهم؛ لأن البحث عن ( الشهرة والتميز ) على بعض الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الإجتماعي؛ هو الهدف والغاية وعلى حساب الحقائق والمنطق والأخلاق.
وهنا تغيب المسؤولية عند هذا البعض عندما يصبح ( نقدهم ) موجها لإثارة الفتن والتوترات والإنقسامات؛ وما يتركه ذلك من تأثير سلبي على وحدة وتماسك نسيج المجتمع الجنوبي.
بل ويؤثر ذلك سلبا على مجمل العلاقات والروابط الوطنية الجنوبية التي نحتاج لوحدة مكوناتها وتماسك صفوف جبهة الجنوب الداخلية أكثر من أي وقت مضى.
بل ويتم أيضا استغلال ( نقدهم ) كسلاح يوجه ضد الجنوب ومستقبل كل الجنوبيين من قبل أعداء قضية الجنوب الوطنية؛ وحق شعبنا في استعادة دولته الجنوبية المستقلة.
فهم يعتمدون على تزوير المعلومات وفبركتها وتغييب الحقائق وتشويهها؛ ولا يهمهم ما بعد ذلك طالما وهو ينسجم مع رغبتهم في الإثارة والتهييج؛ وشحن الإنفعالات في المجتمع دون إكتراث من نتائجها.















