من المقاومة إلى الدولة.. الجنوب عهد جديد وعلى العهد ثابتون

كتب العقيد وضاح الردفاني


في البدء نهنئ القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وذلك بمناسبة حلول الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء.

وبهذه المناسبة العظيمة اننا إذ نثمن ادواركم النضالية والوطنية في سبيل استعادة الدولة كاملة السيادة.

وبحلول هذه الذكرى العظيمة والتي هي تتويج لنضالات شعبنا الجنوبي طيلة (129) عاما من النضال والكفاح منذُ ان وطأت اقدام المحتل ميناء عدن في صبيحة يوم الـ 19 من يناير 1839م، والتي توجت تلك المقاومة بقيام ثورة الـ14 اكتوبر 1963من على قمم جبال ردفان إلى ان نال استقلاله الناجز في الـ 30 نوفمبر 1967م.

وها نحن اليوم نسير على خطئ أولئك الرجال الميامين الذين فجروا ثورة أكتوبر، والذين هم طليعتنا في النضال والتضحية مجددين العهد بأننا سنظل سائرون على نفس المنوال بقيادتكم الحكيمة، ولن نحيد أو نتوانى عن توجيهاتكم الكريمة في الدفاع عن ارضنا على كل شبر من تراب الجنوب الطاهر..

إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر المباركة تضافرت كل القوى على الساحة الجنوبية لإنجاحها فالمناضل بسلاحة والكاتب بقلمة والنقابات العمالية بتحريك الشارع   والشاعر بكلمته التي لها الأثر الطيب وبث روح الحماس، فحين صدح محمد مرشد بصوته الشجي بتلك الكلمات الرائعة للشاعر عبدالله هادي سبيت:

هنا ردفان من فم كل ثائر 
ومن روح القبائل والعشائر 
ومن لب القلوب من الضمائر 
ومن نور العيون من البصائر..

سيادة الرئيس القائد.. بالأمس كنت على رأس قيادة المقاومة الجنوبية ومن وضع اللبنات الأولى لتأسيسها وإلى جانبك خيرة الشباب المتقد نضالاً وعنفوان ممن جعلوا من الجبال والثغور ملاذاً آمناً لها بعيداً عن سطوة وجبروت المحتل الذي كرس كل قوته لوأد باكورة المقاومة، ولكن كان للإرادة والتضحية والعزيمة التي لاتلين..مفتاحاً للنصر وميلاد عهداً وفجراً جديداً على غرار مخرجات ثورة اكتوبر المجيدة.

وها نحن اليوم على اعتاب مرحلة جديدة من الخلاص والتحرر من تلك القوى المتغطرسة.

ولا يسعني إلا أن نشيد بادواركم الوطنية الجبارة والمتمثلة في ميلاد المجلس الانتقالي الجنوبي في الـ4 من مايو 2017م، الحامل الشرعي لقضية شعب الجنوب، والضامن لإعادة الدولة الجنوبية على حدودها المتعارف عليها والذي اجمعت عليه وباركته كل الوان الطيف الجنوبي وماتلاه من تفويض شعبي بإرادة مطلقة لسيادتكم حتى تحقيق الاستقلال الثاني لينعم شعبنا بحريته وكرامته.

وعاشت الجنوب حرةً ابية..
المجد والخلود لشهداء الجنوب 
والشفاء للجرحى.
والحرية للمعتقلين..

وتقبلوا تحياتنا وتقديرنا..


*أركان حرب اللواء الـ(14) صاعقة.