أبطال اللواء الثاني مشاة في الشجفاء صناع المجد الذين لا تنكسر إرادتهم ولا تهتز عزائمهم
في قلب جبال تورصة الشاهقة، حيث لا يصل إلا من وهب روحه للوطن، يرابط أبطال اللواء الثاني مشاة في موقع الشجفاء الاستراتيجي، كالصقور التي تحلق فوق القمم وتراقب كل حركة للعدو، مانعين ميليشيات الحوثي الإرهابية من تحقيق أدنى تقدم أو حتى الحلم باجتياز خطوط النار.
هؤلاء الرجال لم تخلقهم الراحة، بل ولدتهم الشدائد، فبأيادٍ تبني المتارس وتحفر الخنادق وسط الصخور القاسية، وبأيادٍ أخرى تتصدى لزحوفات العدو الغادر، يسطر أبطال اللواء ملاحم البطولة التي تقشعر لها الأبدان وتهتز لها القلوب إعجابًا.
الطريق إلى الشجفاء ليس مجرد مسار جبلي وعِر، بل اختبارٌ حقيقي لعزيمة لا تلين، فبخطى واثقة وعزيمة لا تُقهر، يصعد المقاتلون الجبل على أقدامهم، حاملين على أكتافهم زادهم وذخائرهم وأسلحتهم، غير مبالين بصعوبة التضاريس ولا بندرة الموارد، مستمدين قوتهم من حبهم لتراب هذا الوطن ووفائهم لقَسَمهم الذي قطعوه على أنفسهم دفاعًا عن الأرض والعرض.
لم يكتفوا بالصعود فقط، بل حولوا صخور الجبال إلى دروع، ونحتوا الخنادق التي تحميهم من غدر العدو، وشيدوا المتارس التي أصبحت حصونًا منيعة تكسر كل محاولات الحوثيين اليائسة. هنا، حيث يلتقي الصبر بالقوة، تتحطم أحلام الطغاة على صخرة إرادة هؤلاء الأبطال الذين جعلوا من الشجفاء مقبرة لكل معتدٍ وطامع.
إنها ليست مجرد معركة، بل معركة وجود وكرامة، معركة يخوضها رجالٌ آمنوا بأن الوطن يستحق كل التضحيات. بوجوه يعلوها غبار المعارك وعيون تلمع بعزيمة الانتصار، يثبت أبطال اللواء الثاني مشاة أن الشجفاء لن تكون إلا رمزًا للثبات، وأن تورصة ستبقى عصية على الميليشيات بفضل رجالٍ نذروا حياتهم ليبقى الوطن حرًا، عزيزًا، مهابًا.
كل يوم، وكل لحظة، تسطر هذه الكتيبة من المقاتلين تاريخًا جديدًا بدمائهم وتضحياتهم، رافعين راية المجد في وجه من حاولوا كسر إرادتهم. وما زالت صرخات العزة تتردد في أرجاء الشجفاء، تنادي كل جنوبي حر: هنا الأبطال، هنا النصر، هنا رجال لا يعرفون التراجع، ولا يرضون إلا بالحرية والكرامة.