الجنوب وقواته المسلحة

درع الجنوب - تقرير خاص

 

اليوم وفي أجواء من الأمن والاستقرار التي تعيشها العاصمة عدن يعززها ويحميها جهاز أمني عسكري جنوبي متكامل ومعد بشكل مهني وإحترافي رفيع يؤدي مهامه وواجباته الأمنية والعسكرية بشكل متكامل ومنسق وبإحترافية مهنية رفيعة تتكشف من خلال حالات الأمن والاستقرار التي ينعم بها المواطن الى جانب ما يتمتع به من حقوق وحريات يمارسها بثقة دون  تضييق..

 هذا الأمن والاستقرار المجتمعي والسياسي الى جانب ما مثلته وتمثله العاصمة عدن من حاضرة مدنية للتعايش والحوار والتلاقح والتسامح الديني والثقافي والسياسي والقيم المدنية الحضارية وجد فيها أعداء الجنوب وقضية شعب الجنوب متنفس وواحة مفتوحة لممارسة نشاطاتهم وأعمالهم العدائية ضد شعب الجنوب وفي الوقت ذاته نجدهم يتباكون على الأمن والاستقرار في هذه المدينة مستهدفين بدرجة رئيسية وفي محاولة للنيل من السياج والقلعة الدفاعية الأمنية الحامية لهذه المدينة ومشروعها الحضاري المتمثل في مؤسسة الدفاع والأمن الجنوبي.. تراودهم أحلام اليقضة السياسية في إستغلال أجواء الأمن والاستقرار والحريات داخل العاصمة عدن في إعادة احتلالها بإستخدام الأسلوب القديم المتجدد في الحروب ( اسقاط القلعة الحصينة من داخلها) باستخدام مختلف اسلحتهم وحروبهم الخشنة والناعمة والارهابية ضد الجنوب وطناً وشعباً.

ما يشهده وطننا الجنوب اليوم من حرب مسعورة وجهت سهامها السياسية والدعائية والإعلامية وكل أشكال الحروب والإرهاب الفكرية والنفسية والثقافية والمادية نحو مؤسسة الدفاع والامن بهدف النيل منها وتدمير وحدتها العضوية بالشعب والقفز على وقائع وحقائق التاريخ القريب والمعاش لمحاولة طمس او تشويه امجادها وانجازاتها وانتصاراتها وما حققته من مكاسب في حماية الأمن والسلم الإجتماعي في مثل هذه الظروف الاستثنائية والعودة بها الى ما بعد تحرير العاصمة عدن في العام 2015م  عندما نجح أعداء الجنوب من استغلال الفراغ الأمني وفي استخدامهم الأمثل لبقايا المؤسسة الأمنية والدولة العميقة الاحتلالية وعدم وجود مؤسسة عسكرية أو أمنية جنوبية قوية مؤهلة ومدربة خلاك تلك الفترة حين انتشرت راياتهم السوداء وفرق الموت والقتل والإرهاب داخل مدن واحياء عاصمتنا الجميلة ومنارتنا الحضارية المدنية.. 

ليست ذاكرة المواطن الجنوبي بتلك السذاجة او البساطة بحيث تستطيع جماعات الإرهاب الحالية الغائها او تزييفها او محوها من ذاكرة شعب الجنوب، بحملاتهم الإعلامية والدعائية والسياسية المكثفة، لقد تجاهلوا او تناسوا جرائمهم السابقة لكن الوطن والشعب لازال يتذكرها ويتذكر معها تلك الحقبة المأساوية، حين كان الإرهاب يحصد وبشكل يومي العشرات من الشهداء والجرحى من ابناء هذا الشعب، الذي لا زال يحتفظ بمقاطع الفيديوهات التي كانت تبثها الجماعات الإرهابية عن ما ارتكبته من جرائم ابادة وحشية فردية او جماعية بحق  شعبنا في الجنوب، و التي لم تستثني احد ،  وتُذكر كل فرد في هذا المجتمع بما يحتم عليه الخطر الارهابي من واجبات ومهام سواءً في ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة او في حماية حياتهم وامنهم واستقرارهم كشركاء فاعلين ومخلصين لاخوانهم وابنائهم من منتسبي المؤسستين الدفاعية والأمنية، انطلاقاً من تجاربهم التاريخية المعاشة مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومن حقيقة قناعتهم الراسخة ويقينهم الذي لا يعتريه الشك بان الحرب على الإرهاب طويلة ولا تنتهي إلا بنهاية صُناعه وتُجاره ومستثمريه وقطع القنوات السافرة والخفية لتمويله ودعمه المادي والمالي والفكري والسياسي والإعلامي.

جريمة اختطاف المقدم علي عشال واصرار اسرته وقبيلته على معرفه مصيره والضغط على جهات الإختصاص بتحمل مسؤلياتها في كشف وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة..هذه القضية العادلة التي التف حوله كل ابناء الجنوب كانت اشبه برأس جبل الجليد الذي تكشفت عنه وبشكل غير مسبوق  جملة من الحقائق والاحداث والتطورات والخطط المعتملة على الساحة الجنوبية ، التي تاتي في سياق الحرب المصيرية بين شعب الجنوب ومشروعه الوطني التحرري وبناء الدولة الفيدرالية الجنوبية وكل انصار هذا المشروع في الداخل والخارج من جهة وبين قوى واحزاب وقوات الاحتلال اليمني من جهة اخرى ومن ابرز هذه الحقائق:

- محاولات الإستثمار والتوظيف السياسي على اساس اثارة الفتن والنزعات المناطقية ، هذا الإستثمار تعرت من خلاله الوسائل والصلات الخفية بين مختلف القوى اليمنية بشقيها الحوثية والإخوانية وعلاقة كلا منهما بالعناصر والجماعات الإرهابية القاعدية والداعشية ومافيات الجريمة المنظمة وإقتصاد الظل وتجار الحروب وهوامير الفساد والأراضي، كما كشفت عن التخادم والعلاقة التكاملية والتنسيق المتبادل والتخطيط المشترك في الاعمال العدائية والحرب المفتوحة ضد الجنوب وطناً وشعباً وضد مشروع التحرير واستعادة الدولة ، وهذا التكامل في الأعمال العدائية التي تكشفت خططها للجهات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية وقيادة الجنوب، بات ايضاً أكثر وضوحاً للرأي العام والمواطن الجنوبي البسيط من خلال منابرهم السياسية والإعلامية والدعائية الرسمية او من خلال مواقع السوشيال ميديا والذباب الإلكتروني.

- على النقيض من ذلك تكشفت ايضاً درجة وعي شعب الجنوب بالمخاطر المحيقة بوطنه وقضيته وإرادته المستقلة في استعادة وطنه وبناء دولته، كما كشفت الوحدة العضوية الصلبة والمتينة لهذا الشعب وتمسكه بمشروعه الوطني التحرري واظهر وحدة المبادئ والمواقف والمصير المشترك وسموها على القضايا والمشاكل والخلافات الثانوية البينية، وتجلت قدرة الشعب ونضوجه الفكري في اوقات المحن والتحديات العصيبة على تجاوز الاعمال العدائية بمختلف اشكالها التي حاول اعداء الجنوب الدفع بها واستثمارها كبوابة واداة لاشعال جذوات الخلافات والصراعات داخل اطار النسيج الوطني الواحد وتقويض وهدم كل النجاحات والمكاسب التي صنعتها تضحيات شعب الجنوب الجسمية في سبيل الحرية والاستقلال منذ حرب ٩٤ حتى اليوم.

- هذه القضية بكل تداعياتها كشفت عن انماط واشكال جديدة من حرب قوى الاحتلال ضد الجنوب تقوم على توظيف واستخدام الارادة الحرة للمواطن الجنوبي ونزعته الغريزية والثورية في مقاومة الظلم والاستبداد  وما يمتلكه من تجربة ورصيد سياسي وثقافي واخلاقي في النضال الجماهيري السلمي وتحويل كل هذه السجايا والسمات النبيلة في المواطن الجنوبي من أداة ثورية استخدمها بكفاءة ضد قوى الاحتلال، الى اداة سياسية جماهيرية للتخريب والهدم وضد ارادة ومصالح ومشروع شعب الجنوب ،  وفي هذا السياق تكشفت وبشكل واضح حجم الضخ المالي الهائل من مصادر وقنوات مختلفة الى جانب التحريض السياسي والدعائي. 

_ كثيرة هي الحقائق التي كشفت عنها جريمة اختطاف المقدم عشال كما ان البيئة الوطنية كانت مهيئة لتكشف هذا الحقائق والخطط التآمرية المرعبة لتفجير الاوضاع داخل الساحة الجنوبية ومحاولة اعادة العاصمة عدن الى المربع الذي عاشته خلال سنوات الارهاب الوحشي ٢٠١٥-٢٠١٦.. إلا ان الرقم الصعب الذي حال دون نجاح الأعداء في تحقيق حلمهم بقتل ارادة وخيارات ونضالات وتضحيات شعب الجنوب واستكمال مشروعه في التحرر وبناء الدولة، تمثلت في الوعي الوطني الجمعي والوحدة الإجتماعية وفي وجود مؤسسة دفاعية أمنية على درجة رفيعة من الانتماء والوفاء والولاء الوطني  للشعب وقضيته وقيادته العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيد وعلى درجة عالية من اليقضة الأمنية والسياسية والجاهزية القتالية للتصدي لأعداء وطننا الجنوب في كل مكان وزمان.

 وستظل قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن مسنودة بالشعب وارادته، مصدر إلهامها لإجتراح المآثر البطولية ومخزون عدة وعتاد ودعم في مختلف الظروف والمواقف .. نجاحاتها وانتصاراتها تتخلق وتتجسد  في  وحدتها المصيرية بالشعب وطموحاته وأهدافه في بناء دولته ..رهاننا كوطن وشعب  في الحاضر والمستقبل سيبقى على هذه المؤسسة الحصن والسد المنيع الذي تتحطم امام صلابته الجماهيرية والثقافية والفكرية احلام قوى الاحتلال اليمني وعلى رأسها المليشيات الحوثية .. و ستظل كما عهدها الشعب رافعة وحاضنة وحامية للامن والاستقرار واداة قوية وحاسمة من ادوات انتصاره الذي وضع فيها  ثقته وآماله وطموحاته وهي جسر عبور  نحو الغد الأجمل والمستقبل الجنوبي الأكثر ازدهاراً.