المجلس الإنتقالي الجنوبي وجمعيته الوطنية وتحديات المرحلة
✍🏻#صالح_شائف
أود هنا وقبيل إنعقاد الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي؛ أن أضع بعض النقاط على هيئة أراء وملاحظات وهي على النحو التالي : —
أولا — تنعقد هذه الدورة في ظروف إستثنائية تماماً؛ وهي بداية لمرحلة سياسية إنتقالية مؤقتة قائمة على تحالف الضرورة الذي جمع بين أطراف عدة؛ ولكل منها أجندته الخاصة وأهدافه المختلفة عن الآخر بإستثناء ما أعلن عنه وتم التوافق عليه؛ والمتمثل بإجبار الإنقلابيين على إنهاء إنقلابهم والدخول في عملية التسوية السياسية إما سلماً أو حرباً؛ وهذا الهدف المعلن يمثل الإختبار الجدي أمام مجلس القيادة الرئاسي الذي جسد في تركيبته صيغة هذا التحالف المؤقت حتى إستكمال المهمة؛ بل ويشكل إمتحاناً حقيقياً لمدى جدية وصدق بعض أطرافه من خوض معركة تحرير صنعاء إن فشلت جهود السلام والمؤشرات على هذا الصعيد لا تبشر بالخير أبدًا حتى الآن؛ وهو ماينبغي التوقف أمامه بعمق وجدية .
ثانيا — دخول المجلس الإنتقالي الجنوبي في إطار تحالف الضرورة هذا؛ هو عمل سياسي بإمتياز وبغض النظر عن كونه قبل ذلك بقناعته التامة أو بضغط ولحسابات سياسية أملتها عليه الظروف؛ وأراد هو كذلك إثبات صدق نواياه وموقفه من قضية دعم القوى الشمالية التواقة لتحرير الشمال من قبضة الإنقلابيين الحوثة وبما هو ممكن ومتاح لديه؛ وهو موقف منسجم مع التصدي الباسل للقوات المسلحة الجنوبية على مختلف جبهات الجنوب لكل محاولات المليشيات الحوثية ومن يقف معها ويساندها من القوى الإرهابية لإختراق جبهات الجنوب الصامدة .
ثالثا — الشعار الذي تنعقد تحت عنوانه الدورة الخامسة ورغم طوله وتعدد رسائله؛ إلا أن أهم ما فيها على الإطلاق هو التأكيد على وحدة الصف الوطني الجنوبي؛ وهو ماقد سبق وأن تم رفعة في دورات ومناسبات سابقة ويتكرر كذلك في الخطابات والبيانات السياسية المتعددة؛ الأمر الذي يعكس أهمية وضرورة تحقيق مثل هذا الهدف الوطني الجنوبي وبأسرع وقت ممكن؛ حتى لا يتحول إلى مجرد شعار للإستهلاك السياسي أو لمجرد التعبير عن الرغبة في تحقيق ذلك دون تقييم للأسباب التي حالت دون الوصول إليه خلال الفترة الماضية .
رابعا — إن وحدة وتماسك وتناغم الفعل الوطني والسياسي داخل الهيئات القيادية وفي كل مؤسسات ودوائر المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ تمثل أهمية خاصة وأساسية وضمانة لإستكمال وإنجاز مسارات الحوار الوطني الجنوبي على صعيد الداخل والخارج؛ وهو ما يتطلب كذلك إستيعاب وإشراك أطراف وشخصيات جنوبية متعددة الإتجاهات والرؤى في آلية الحوار وفي أقرب وقت ممكن ضمانة للوصول إلى محطة التوافق الوطني التي تتوج بها هذه الحوارات؛ التي لا ينبغي أن تكون ذات طابع نخبوي بحيث تتسع دائرتها لتصبح ذات طبيعة شعبية وجماهيرية وعبر آلية مناسبة يتفق بشأنها .
خامسا — إن حجم التحديات الماثلة أمام قيادة الإنتقالي والمخاطر المحدقة بالجنوب وقضيته الوطنية تتطلب بالضرورة من أعضاء الجمعية الوطنية وهم جديرون بذلك؛ الوقوف أمامها بروح مسؤولة وإتخاذ التدابير والإجراءات والتوصيات المناسبة بشأنها؛ وهذا لن يتحقق بطبيعة الحال مالم تكن ذات طابع عملي ملموس وقابلة للتنفيذ والتطبيق في واقع الحياة العامة لشعبنا الجنوبي العظيم؛ ويأتي في مقدمة ذلك وكأولوية مطلقة وغير قابلة للإنتظار إنقاذ الناس من جحيم حرب الخدمات وغلاء الإسعار وصرف المرتبات وغيرها كثير .
سادسا — تمثل إعادة هيكلة الهيئات القيادية وتوسعتها والتغيير المناسب في قوامها الحالي وإستحداث أخرى وبما يتواكب والظروف الناشئة الجديدة أهمية قصوى؛ إعتماداً على الحاجة وتقييم الأداء الموضوعي للهيئات والأفراد معا؛ فالتغيير المناسب أصبح ضرورة ضمانا لضخ دماء جديدة ومنح الفعل الوطني والسياسي والإجتماعي في نشاط ودور المجلس قوة دفع جديدة وأكثر همة وتفاعلا وقدرة على تحمل أعباء هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر والتعقيدات؛ وتتطلب حضورا سياسيا يقظا وإستثنائياً وفي مختلف المجالات والميادين .