‏وحدة الصف الجنوبي درعنا الحصين في وجه التحديات

كتب / د. صدام عبدالله

يا أبناء الجنوب الأبي في هذه المرحلة التاريخية المفصلية التي تمر بها قضيتنا العادلة يجب أن ندرك حجم المؤامرات التي تحاك ضدنا، إن الأعداء بشتى أشكالهم وأهدافهم يعملون جاهدين لصناعة الاشاعات لشق صفنا وتمزيق نسيجنا الجنوبي مستغلين أي خلاف أو سوء فهم لخلق الفتنة وتشويه الحقائق.
وللأسف هناك من بيننا من يقع فريسة سهلة لهذه الشائعات المغرضة التي تهدف إلى شيطنة المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته. وقد يكون البعض مضللا بحسن نية أو لديه بعض التحفظات أو الاختلافات في وجهات النظر وهذا أمر طبيعي في أي تجمع سياسي، ولكن الخطر الحقيقي يكمن في استغلال هذه الاختلافات من قبل أعداء الجنوب الذين يدفعون أقلاما مأجورة لنشر الأكاذيب والفبركات وصنع الإشاعات بهدف وحيد وهو  تقويض المشروع الجنوبي وتشويه رموزه.
إن هذه الأقلام المأجورة لا يهمها مصلحة الجنوب أو أبنائه بل تعمل وفق أجندات خارجية تسعى لإضعافنا وتفتيت قوتنا، هم يسعون لزرع الشك والريبة بين أبناء الجنوب وتحويل الأنظار عن الأهداف السامية التي يناضل من أجلها شعب الجنوب وممثلهم ‎#المجلس_الانتقالي_الجنوبي، وهو استعادة حقوقنا المشروعة وبناء دولتنا المستقلة.
لذا وجب علينا ان نعي جيدا ان
المجلس الانتقالي الجنوبي بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات – وهذا حال كل الكيانات السياسية – يمثل اليوم الكيان السياسي الأبرز والوحيد الذي يحمل على عاتقه مشروع استعادة الدولة الجنوبية، إنه القوة المنظمة التي استطاعت أن توحد جزءا كبيرا جدا  من الشارع الجنوبي حول هدف واحد.
ودعونا نتخيل للحظة سيناريو مظلما مثلا، ماذا لو سقط المجلس الانتقالي الجنوبي لا قدر الله؟
الإجابة واضحة ومخيفة سيكون كل أبناء الجنوب ضحية لا محالة
وسيتكالب الأعداء على الجميع ولن يفرق العدو بين "انتقالي" و "غير انتقالي". لان هدفهم القضاء على أي قوة جنوبية مهما كان اتجاهها أو انتماؤها، هم لا يريدون للجنوب أن ينهض ولا يريدون لأبنائه أن ينعموا بالأمن والاستقرار والسيادة.
ولن تقوم قائمة للجنوب في المستقبل، اذ إن سقوط الكيان الذي يمثل المشروع الجنوبي حاليا سيعني ضياع سنوات من النضال والتضحيات، وسيجد الجنوب نفسه في فوضى عارمة يستحيل معها بناء أي كيان سياسي قوي في المستقبل القريب وستضيع كل المكتسبات التي تحققت بفضل الله ثم تضحيات الشهداء والجرحى، وستصبح هويتنا الجنوبية مهددة بالذوبان والاندثار.
ويد العدو لن تميز بل نصبح كلنا هدف
يجب أن نعي جيداً أن يد العدو لن تميز بين من يؤيد المجلس الانتقالي ومن يعارضه، بين من هو في الصف الأول ومن هو في الخلف لان هدفهم الأسمى هو القضاء على أي قوة جنوبية قادرة على التعبير عن تطلعات شعبها نحو الحرية والاستقلال.
ونعيد ونكرر إن أي شق للصف أي ضعف في البنية الداخلية هو بمثابة هدية مجانية للعدو ليحقق أهدافه الخبيثة، لذا فإن تماسكنا ووحدتنا وتغليب المصلحة العليا للجنوب فوق أي اعتبار آخر، هو خط الدفاع الأول والأخير ضد هذه المؤامرات.
واخيرا هي رسالة لكافة ابناء الجنوب من المهرة الى باب المندب لا تدعوا الشائعات والأكاذيب تفرق بينكم ولا تستمعوا لأصوات الفتنة التي تسعى إلى تدمير مشروعكم الوطني، ناقشوا اختلفوا في وجهات النظر لكن لا تسمحوا لهذه الاختلافات أن تتحول إلى شرخ في الجسد الجنوبي الواحد،
بل انظروا إلى الصورة الأكبر تذكروا تضحيات شهدائنا استلهموا من صمود أبطالنا.
إن مصير الجنوب يقع على عاتق كل واحد منا ادعموا كيانكم السياسي صونوا وحدتكم وكونوا يدا واحدة في مواجهة التحديات.
إن قوتنا تكمن في تكاتفنا وفي تماسكنا حول مشروعنا الوطني، فلا تمنحوا أعداء الجنوب فرصة لتحقيق مآربهم على حساب مستقبل أبنائنا وأحفادنا.