شهيد الحق والحقيقة.. رمز الكلمة والموقف
سيبقى أثره خالدًا، وذكره حيّا لا يموت. ستظل عدسته رمزًا، ورسالته عهدًا، وقلمه راية وبندقية مرفوعة في وجه الإرهاب وتنظيماته وميليشياته. سيبقى دليلًا حيًا على أن الكلمة، حين تقترن بالموقف الشجاع الصادق، تتحول إلى فعل من أفعال البطولة الملحمية الخالدة.
الزميل الشهيد، البطل الفذ نبيل القعيطي، نذر حياته من أجل الكلمة الصادقة، وسار بثبات على درب الحقيقة والحق، مؤمنًا برسالته، صادقًا في انتمائه، شامخًا في مواقفه، صلبًا في وجه الإرهاب وزيفه، والتضليل وأدواته. حتى ارتقى شهيدًا في عملية اغتيال إرهابية جبانة، حين ظنّت يد الغدر والإرهاب أن بإسكات صوته ستُطوى صفحة الحق والحقيقة. لكنها لم تدرِ أن الدم الطاهر الثائر لا يصمت ولا يموت، بل يُنبت ألف صوت، وألف عدسة، وألف نبيل القعيطي؛ صوت الجنوب الصادق وعدسة الحقيقة التي لا تزيغ.
لقد كانت مسيرة الشهيد الإعلامي نبيل القعيطي، التي تجاوز صداها وإبداعها وتميّزها الجنوب إلى المحافل الدولية، أنموذجًا نادرًا وفريدًا في ميدان الإعلام؛ الإعلام الإنساني والوطني والحربي، حيث حمل الكاميرا كجندي، وواجه الخطر برباطة جأش، متقدمًا الصفوف، ليسجّل بعدسته نضالات وتضحيات وانتصارات شعب الجنوب ومقاومته وقواته المسلحة. فكشف وفضح، بالوقائع الموثقة، الإرهاب وجرائمه، وتنظيماته وميليشياته، وجعل من عدسته جبهة لا تقل شأنًا عن جبهات القتال؛ جبهة في وجه الزيف والتضليل، والإرهاب والترهيب.
وبالتالي، فإن استشهاد نبيل القعيطي لم يُنهِ رسالته، بل أكملها. إذ أصبحت كلماته نبراسًا، وصوره رايات، وابتسامته نصرًا، وتجربته مدرسة، وقلمه معلّمًا، وصموده درسًا في نبل وعظمة الموقف، وخلوده عهدًا علينا أن نُكمله.
سيظل اسمه وفعله وسيرته منارات تضيء دروب الأجيال، وستبقى عدسته الراصدة شاهدًا خالدًا على أن للكلمة سلاحًا، وللحق رجال.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.