النخبة الحضرمية.. قوة حضرموت ودرعها الحصين
استطاعت النخبة الحضرمية إعادة القرار الأمني والعسكري لحضرموت، لا سيما في مدن ومناطق الساحل، وفرضت واقعًا جديدًا بدأته بخطوات مدروسة وشجاعة، وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، في عملية تحرير مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي عام 2016م، ومن ثم تقديم نموذج آخر ناجح يُحتذى به، والمتمثل في فرض الأمن والاستقرار، مؤكدة بذلك امتلاك أبناء حضرموت للقرار الأمني والعسكري، وهو ما أثار جنون قوى النفوذ اليمنية التي لطالما كانت حضرموت بالنسبة لها خزان مصالح ومنطقة نفوذ وتكسب وثراء.
عبرت تلك القوى اليمنية، التي ظنّت أن حضرموت ستظل مسرحًا لنفوذها، عن حربها على النخبة الحضرمية منذ الانتصار الكبير الذي حققته النخبة في طرد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من المكلا ومدن الساحل؛ إذ كانت تلك العناصر الإرهابية خطوة استباقية لكبح الإرادة الحضرمية الجنوبية، في اعتقاد منها أن أي مساس بنفوذها، وبالأمر الواقع الذي فرضته عقب احتلال الجنوب في صيف 1994م، سيؤدي إلى أمر واقع آخر، وهو الإرهاب، الذي عملت على تصديره وتنمية شروره في الجنوب، ومنه حضرموت. وهو ما أفصحت عنه تلك القوى على أرض الواقع، في تسليمها حضرموت الساحل لتنظيم القاعدة الإرهابي، حين تأكد لها أن حضرموت تمثل القائد الطليعي للثورة الجنوبية ومهد انطلاقاتها وتطورها، وعقب أيام من انطلاق "عاصفة الحزم" التي لبّت حاجة أبناء حضرموت والجنوب بشكل عام، لمغالبة الهيمنة اليمنية ومشاريعها المعادية للأمة العربية.
عبرت تلك القوى الاحتلالية اليمنية عن قلقها من النخبة الحضرمية في خطابها الإعلامي التحريضي والدعائي المُغرض، الذي يزداد أواره هذه الأيام في حملات إعلامية معادية استهدفت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بفضل دعمها وإسنادها لقوات النخبة الحضرمية، من التأسيس وحتى اليوم، تحقق لأبناء حضرموت قوة عسكرية وأمنية قادرة على إحباط كافة المؤامرات التي تستهدف إرادة أبناء حضرموت وأمنهم واستقرارهم، لا سيما في مدن الساحل، ومنها العاصمة المكلا.
تخشى القوى اليمنية من النخبة الحضرمية، لأنها تمثل إرادة وقوة أبناء حضرموت، ويُنظر إليها بإجماع في الساحل على أنها الأمن والأمان ورمز السيادة. وفي المقابل، يعوّل عليها حضارم الوادي والصحراء لتخليصهم من قوى وميليشيات الاحتلال. هذا الإجماع الحضرمي تُدركه قوى النفوذ اليمنية كمصدر تهديد لمصالحها، ونهاية لوجودها في حضرموت، طال الزمن أو قصر.
وقد ابتكرت هذه القوى مؤخرًا أسلوبًا آخر لاستهداف النخبة الحضرمية، عبر تسويق مشروع معادٍ ومكرر، سبق وأن فشل ولم يُكتب له النجاح في عدن وغيرها من مدن الجنوب، وذلك من خلال إنشاء تشكيلات عسكرية خارج المؤسسة العسكرية، بهدف خلط الأوراق الأمنية والعسكرية في ساحل حضرموت، في اعتقاد منها أن ذلك سيُطيل من أمد سيطرتها على وادي وصحراء حضرموت.
وفي المجمل، من الطبيعي أن تُثير النخبة الحضرمية قلق وخوف القوى اليمنية، وعلى رأسها جماعة الإخوان وميليشيات الحوثي. وكان من المتوقع أن يتطور هذا القلق والخوف إلى حالة هستيريا تضج بها مطابخها الإعلامية وغرف أجنداتها البائسة. فالنخبة الحضرمية، التي حققت في أول مهمة تولتها واحدة من أكبر وأعظم الانتصارات على الإرهاب، ليس فقط على الصعيد الوطني الجنوبي، بل ضمن محصلة الحرب الدولية على الإرهاب، وذلك بتحرير وتطهير مدينة المكلا من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي، أصبحت منذ ذلك اليوم الأغر، 24 أبريل 2016م، سور حضرموت الحصين وتحصينها الدفاعي والأمني، الذي تساقطت على جنباته مشاريع وأجندات معادية، كان الإرهاب أحد أدواتها، فيما تشكل محاولات تمزيق الصف الحضرمي الملتف حول نخبته الدفاعية وسيلتها الأخرى.