الرئيس الزُبيدي يشهد الأمسية الرمضانية الحاشدة التي أقامتها قيادة أرخبيل سقطرى احتفاءً بزيارته والوفد المرافق له للمحافظة


شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الأمسية الرمضانية التي أقامتها السلطة المحلية، وقيادة المجلس الانتقالي بمحافظة أرخبيل سقطرى، للقيادات المحلية والوجهاء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية وممثلي قطاع الشباب والمرأة في المحافظة، احتفاءً بزيارته والوفد المرافق له للأرخبيل.

وألقى الرئيس القائد في الأمسية، التي حضرها محافظ سقطرى المحافظ رأفت الثقلي، وعدد من أعضاء هيئة الرئاسية، والوزراء في الحكومة، ورئيس تنفيذية انتقالي المحافظة، والقيادات العسكرية والأمنية في المحافظة، كلمة مهمة في ما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأخ رأفت الثقلي - محافظ محافظة أرخبيل سقطرى

الأخ/ سعيد عمر بن قبلان - رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أرخبيل سقطرى

الأخوات والإخوة أبناء محافظة أرخبيل سقطرى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شهر مبارك عليكم جميعًا، أسأل الله أن يعيده عليكم وأنتم تنعمون بمزيد من الاستقرار والنماء والازدهار في هذه الأرض الطيبة، النقية كنقاء قلوبكم.

حقيقة، تعجز الكلمات عن وصف مشاعرنا ونحن نحط رحالنا هنا في سقطرى، جزيرة الأحلام والأساطير، جوهرة المحيط ودرة البحر، المدينة النائمة على أطراف هذا المحيط الهادر، لتظل شاهدة على حضارة عظيمة ضاربة في أعماق التاريخ.

إخواني وأخواتي، أبناء أرخبيل سقطرى
نبارك ونعتز أيما اعتزاز بما تحقق لهذا الأرخبيل من منجزات تنموية كان محورها الإنسان السقطري، بعد عقود من الحرمان والعزلة عن العالم. وبفضل الدعم السخي للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فقد تم تأهيل المطار وتشييد الجامعة والمدارس والمستشفى، وشقت شبكة واسعة من الطرق، كما شهدت قطاعات المياه والكهرباء والاتصالات تطورا ملحوظا خفف عن سكانها الكثير من المعاناة، وربطهم بالعالم من حولهم، وهو ما تترجمه اليوم النهضة السياحية والوفود الزائرة التي لا تنقطع عن الاستمتاع بهذه الجزيرة الفاتنة والمتفردة.

الحضور الكرام
لقد استطاعت سقطرى، ومنذ عودتها إلى الحضن الجنوبي وتسلم أبنائها زمام الأمور فيها وإدارتها، أن تنهض وتنطلق بسرعة وثقة نحو المستقبل.

كما استعاد الأرخبيل حالة السلام والوئام المجتمعي التي عرف بها، في حالة فريدة تستحق أن تُدرّس للأجيال، وكل ذلك مصدر سعادة وإلهام لنا جميعا.

إخواني وأخواتي أبناء سقطرى الكرام
ندرك تمامًا معاناتكم في الانتقال إلى بقية المحافظات للعمل أو التعليم أو تلقي العلاج أو في إدخال بعض الخدمات والاحتياجات الضرورية إلى الأرخبيل، أو في مواجهة التقلبات المناخية والحد من آثارها الكارثية على السكان والممتلكات والبنية التحتية في جزر الأرخبيل، وأمام ذلك نؤكد لكم من هذا المنبر، بأننا سنعمل على تسهيل سفر سكان سقطرى لبقية محافظات الجنوب وتعزيز استفادتهم من فرص التعليم العالي، ودعم جهود السلطة المحلية لحلحلة كافة إشكاليات المحافظة، سواء من خلال مشاريع الدعم الحكومي، أو من خلال صناديق الدعم الإقليمي والدولي.

الحاضرون جميعا
سقطرى غالية علينا، وجميعنا مطالبون بتحمل مسؤولياتنا الأخلاقية والوطنية في حمايتها، والحفاظ على موقعها في قائمة التراث العالمي وتنميتها لتحتفظ بمكانتها كوجهة سياحية عالمية، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود والعمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها الجزيرة، والعمل بإخلاص، كل من موقع مسؤوليته، لتظل سقطرى رمزا للسلام والوئام. وثقوا أننا لن نتأخر في مساندة جهود السلطة المحلية للنهوض بالمحافظة وخدمة أهلها، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لتنميتها، والحفاظ على موروثها الثقافي والحضاري، وتطوير بنيتها التحتية كوجهة سياحية عالمية.

كما ندعو قيادة المحافظة إلى مواصلة جهودها للحفاظ على خصوصية هذا الأرخبيل وتفرده، ونمنحها الصلاحيات الكاملة لاتخاذ ما تراه من إجراءات للحفاظ على التنوع البيولوجي في الأرخبيل باعتباره ثروة عالمية. وهذا التنوع ينبغي ألا يُمس، بل يجب سنّ التشريعات والقرارات التي تحميه من أي قرارات أو تصرفات عابثة لا تستوعب أهمية ومكانة الجزيرة كمحمية عالمية وأحد أهم مكونات التراث العالمي.

الحضور الكرام
لا يفوتني، ونحن نزور سقطرى الغالية، أن أتوجه بالتحية إلى أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل في محافظة أرخبيل سقطرى، وفي مختلف محافظات جنوبنا الغالي فدماؤهم الزكية وتضحياتهم الجسيمة هي ما يرسم اليوم ملامح الجنوب المنشود. ومن هنا من هذه المحافظة الرابضة في قلب الممر الملاحي الدولي، نجدد التأكيد على أن حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وحماية ممرات الملاحة الدولية فيها، يتطلب استراتيجية شاملة يتكامل فيها الدور المحلي مع الحلفاء الإقليميين والدوليين.

ختاما،
أجدد التهنئة لكم، وخواتم مباركة، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته