الهبة الحضرمية الثانية من الشرارة الى الانتفاضة

تقرير/ درع الجنوب/  منصور السومحي كيف تلقت المنطقة العسكرية الأولى صفعة مليونية سيئون؟ بعد إجراءات المنع وأساليب القمع الوحشية التي مورست على حشود المتظاهرين السلميين القادمين من مختلف مديريات محافظة حضرموت، وفي تحدي صارخ لاتفاقية الرياض التي جرى التوقيع عليها في نوفمبر 2019م بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والتي نصت في شقها العسكري (نقل جميع القوات العسكرية من وادي حضرموت وشبوة والمهرة وتوجيهها نحو جبهات القتال ضد الحوثيين)، وبذلك استنفرت قوات المنطقة العسكرية الأولى عناصر ميلشياتها لإخماد أي انتفاضة شعبية تهدد برحيلهم وحرمانهم من مصادر آبار النفط وايرادات المنافذ والجبايات الغير القانونية. لقاء حرو يشعل شرارة الهبة الحضرمية الثانية .. في أكتوبر من العام الماضي دعت كتلة حلف وجامع حضرموت من أجل حضرموت والجنوب جميع شرائح المجتمع الحضرمي الى لقاء عام بمنطقة حرو بمديرية غيل بن يمين تحت شعار ” حضرموت تجتمع لانتزاع حقوقها والذود عن الدين والعرض والارض ” وخرج اللقاء التاريخي بمطالب عديدة أبرزها خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى وإحلال النخبة الحضرمية على امتداد حضرموت ساحلاً ووادياً وهضبةً وصحراء ونقل القوات العسكرية الأولى لمواجهة مليشيات الحوثي في الجبهات تنفيذاً لاتفاق الرياض. خطوات متسارعة للهبة الحضرمية الثانية في الوادي.. ترجمة لمخرجات اللقاء التاريخي بمنطقة حرو استحدثت لجنة قيادة لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام (حرو) نقاط شعبية على مداخل ومخارج شركات النفط ، إيذانا ببدء خطوات تصعيدية تقض مضاجع المتنفذين وذلك بتوقيف جميع القاطرات التي تنهب نفط حضرموت لحساب جهات متنفذة في الشرعية حتى تمكين أبناء المحافظة من إدارة محافظتهم والاستفادة من عائدات ثرواتها، وتعويضهم عن الحرمان من الخدمات وتمكين قوات النخبة الحضرمية من بسط سيطرتها على كامل تراب حضرموت وإجلاء قوات المنطقة العسكرية الأولى لجبهات القتال ضد الحوثيين. خطوة غير مدروسة استطاع الاخوان خلالها اختراق الهبة .. في خطوة متسرعة وغير مدروسة لقيادة الهبة الحضرمية الثانية وذلك بإعلان التوجه إلى منطقة العيون بساحل حضرموت والاحتشاد الشعبي للزحف الى ميناء الضبة النفطي لوقف تصدير النفط الحضرمي، وهو ما تسعى إليه قوى الاخوان المسلمين ليس لوقف تصدير النفط ولكن لإحداث صدام بين الشعب وقوات النخبة الحضرمية والتحالف العربي لحسابات سياسية قذرة مستغلة حماس قيادة الهبة والمواطنين، وعمدت آلتهم الإعلامية للترويج بالزحف الى الضبة بعد أن كانت تهاجم خطوات قيادة الهبة بالوادي في استحداثها للنقاط الشعبية لوقف نهب النفط لخارج حضرموت، وبعد فشل المخطط بالزحف الى الضبة ، سرعان ما عمدت تلك القوى الشيطانية لضرب قيادة الهبة ببعضها البعض والشعب من جهة وقوات النخبة الحضرمية وقوات التحالف من جهة أخرى وذلك بالدعوة الى نقل الاعتصام الى مدينة المكلا لإقلاق السكينة وحتى تستطيع نشر الفوضى وإعادة قوات الاحتلال اليمني وسيطرتها على مدينة المكلا وكافة مدن ساحل حضرموت. تصحيح مسار الهبة والعودة إلى معقل نهب نفط حضرموت بالوادي .. بعد أن انكشف المستور والمخطط الذي سعت قوى الاخوان المسلمين تنفيذه بساحل حضرموت تحت غطاء الهبة الحضرمية لتحقيق أهدافها الخبيثة، صححت قيادة لجنة مخرجات حضرموت العام حرو مسار الهبة الحضرمية وأعادة النقاط الشعبية في مناطق وادي حضرموت معقل سيطرة الجناح العسكري لقوى الاخوان ممثلة بالمنطقة العسكرية الأولى، التي تحمي مافيا النفط طوال 30 عام، وتمويلهم لمخططاتهم التخريبية، ونشر الإرهاب والفوضى، وحرمان الشعب في محافظة حضرموت من خيرات أرضهم. تصعيد مستمر للهبة والدعوة لمليونية شعبية بسيئون .. وضمن البرنامج التصعيدي للهبة الحضرمية الثانية دعت هيئات المجلس الانتقالي بحضرموت وكتلة حلف وجامع حضرموت ومنظمات المجتمع المدني لإقامة مليونية سلمية في مدينة سيئون احياءً ليوم الشهيد الجنوبي، الذي يصادف في الـ 12 من فبراير من كل عام، وارسال رسالة واضحة للتحالف العربي ، أن أبناء حضرموت يرفضون وجود هذه القوات، ويرونها قوات احتلال لأرضهم ، مؤكدين إن المليونية ستكون الشرارة الأولى للانتفاضة الشعبية العارمة التي لن تتوقف بإذن الله، إلا بإخراج تلك القوات من كل شبر من حضرموت ، محذرين قوات المنطقة العسكرية الأولى المحتلة في الوادي، من مغبة الإقدام على قمع المليونية السلمية، أو عرقلة تنفيذها. تحضيرات على قدم وساق لهيئات المجلس الانتقالي بمديريات حضرموت لإنجاح المليونية .. وعقب دعوة هيئات المجلس الانتقالي بحضرموت وكتلة حلف وجامع حضرموت ومنظمات المجتمع المدني لإقامة مليونية سلمية في مدينة سيئون عكفت القيادات المحلية والنقابات العمالية بالمحافظة على حشد الجماهير وعقد الاجتماعات بمراكز الانتقالي بالأحياء الشعبية واللجان النقابية بالمرافق الحكومية وتنظيم الجهود لإنجاح المواكب الزاحفة الى مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت. مواكب الحشود واطباق الحصار على مدينة سيئون .. وفي صبيحة الثاني عشر من فبراير انطلقت مواكب جماهير مديريات حضرموت كافة للمشاركة في مليونية سيئون لتحرير وادي حضرموت وحين وصول تلك المواكب الضخمة الى المنافذ المؤذية الى مدينة سيئون استخدمت قوات المنطقة العسكرية الثانية كافة صنوف الإرهاب وإجراءات القمع والتنكيل بحق حشود المواطنين السلميين وقيادات الانتقالي المرافقة لها ، حيث سجلت نقطة مروج العسكرية المستحدثة بمدينة القطن اطلاق النار بشكل هستيري على فرقة العدة الشبوانية لمديرية القطن، والاعتداء على مواكب مديريات حورة وحريضة وعمد، بإطلاق الرصاص الحي، والضرب بأعقاب البنادق وإصابة عدد من الشباب ، و واجهة نقطة مروج موكب مديرية دوعن بالاعتقال التعسفي لرئيس انتقالي مديرية دوعن المنصب عبدالله محمد العمودي ونجله ومدير الإدارة المالية بانتقالي دوعن ، وعمدت نقطة الغرف على مدخل سيئون على توقيف مواكب مديريات ساحل حضرموت وتريم وساه والسوم الذين احتشدوا امام النقطة العسكرية للمشاركة في المليونية السلمية وباشرتهم بالرصاص الحي من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لتفريق الحشود الضخمة وسقط على أثرها جريح من مدينة غيل باوزير. رغم القمع والحصار شهدت مدينة سيئون مليونية هي الأضخم في تاريخها .. رغم الإجراءات التعسفية والقمعية لقوات المنطقة العسكرية الأولى ، بحق المشاركين في الفعالية السلمية، بإطلاق نيران أسلحتها بكثافة وعشوائية، وقطع الاتصالات والانترنت وتوقيف مئات الحافلات، المكتظة بالمواطنين التواقين للمشاركة في الفعالية على مداخل المدينة وفي النقاط العسكرية بمديرية القطن، فاجأت سيئون المحتلين بحشود غفيرة، اكتظت بها ساحة قصر السلطان الكثيري ، وأوصلت رسالتها الرافضة للاحتلال وممارساته القمعية، وتحقيق أهداف الهبة الحضرمية الثانية في تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم واستغلال ثرواتهم وأكدت الجماهير على مواصلة النضال حتى استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة، بقيادة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي . بيانات شجب وإدانات واسعة لممارسات قوات المنطقة الأولى الاخوانية بحق المواطنين العزل .. أدان المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري الأساليب العنجهية التي مارستها القوات المحتلة لمديريات وادي وصحراء حضرموت، مشيرا في بيانه على ان كل الخيارات أمام أبناء حضرموت مكفولة ومسموحة لتحرير ارضهم ولتمكينهم من إدارة مديرياتهم بعيدًا عن هيمنة المليشيات الإرهابية المغتصبة لأرضهم والناهبة لثرواتهم ، وندد وزراء المجلس الانتقالي بحكومة المناصفة الاعتداء السافر وإطلاق الرصاص الحي على المواطنين في وادي حضرموت، واستخدام القوة المفرطة للحيلولة دون وصولهم إلى موقع الفعالية السلمية ، وأكدوا في بيان مشترك، الحق للجماهير في حضرموت في التعبير عن حقوقها بمختلف الوسائل السلمية المشروعة، مشيرين إلى أن انتهاكات قيادة المنطقة العسكرية الأولى الإخوانية، ضد أبناء وادي حضرموت خلال التظاهرة السلمية؛ عمل مرفوض وغير مقبول ولا يمكن تبريره ، من جهته عبر انتقالي حضرموت بأشد العبارات، ما أقدمت عليه القوات الاخوانية من اعتداءات همجية على المواطنين العزل، وأكد على عدم استغرابه لتصرفاتها العدوانية، فلقد عُرفت تلك القوات منذ العام 94م كأداة للبطش والتنكيل بأبناء حضرموت، ولو لم تكن كذلك لما خرج أبناء حضرموت مطالبين برحيلها، واستبدالها بقوات حضرمية . الهبة الحضرمية على طريق الانتفاضة الشاملة .. وأعلنت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي والهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت عقب يوم من مليونية سيئون التاريخية برنامجاً تصعيدياً مستمراً يبدأ بعصيان مدني شامل وخطوات تصعيدية أخرى ستعلن عن تفاصيلها لاحقاً والتي ستستمر حتى رحيل المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت، كما دعت كافة شرائح المجتمع والمكونات الاجتماعية والسياسية والحزبية إلى المشاركة الفاعلة في هذا التصعيد.