الجنوب نجاحات دبلوماسية وانتصارات عسكرية
هندس الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الكفاح المسلح واسس مداميكه وبنى مؤسستيه الدفاعية والامنية ، ومن جبهات القتال وعلى ضوء سجل إنتصاراتها قرأ بعبقرية قائد محنك مسار الجبهة الخارجية، وفي وقت مبكر وضع لها منهجاً علمياً وتخطيطاً إستراتيجياً سليماً، فنفذ بقضية شعب الجنوب الى طاولات صناعة القرار العالمي محققا نجاحات دبلوماسية وسياسية غير مسبوقة.
على صعيد الجبهة الخارجية وميادينها ،عمد الرئيس الزبيدي ، على تعزيز العلاقة والشراكة المصيرية مع دول التحالف العربي قبل ان يتوجه نحو إشادات الاصدقاء بشخصه وبما حققته القوات المسلحة الجنوبية بقيادته، في مكافحة الارهاب وفرض السيطرة على ارض الجنوب، إنطلاقا من تحريرها من المليشيات الحوثية وتثبيت الامن والاستقرار، وجعل الجنوب شريكا فاعلا ومحوريا في مكافحة الارهاب وجزء اساسي في منظومة الأمن القومي لتأمين الملاحة الدولية في واحدة من اهم واخطر المناطق والمضايق والممرات الدولية في خليج عدن وبحر العرب والبحر الاحمر وباب المندب.
اليوم وصل إلى موسكو الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية وبدعوة من الحكومة الروسية ، هذه الزيارة ذات اهمية إستراتيجية بالنسبة للجنوب لا سيما وان توقيتها يأتي في خضم حراك اقليمي ودولي يدفع بعملية سلام شاملة في الجنوب واليمن، كما انها تأتي ضمن ترتيبات مسبقة لزيارات قادمة تشمل الدول ألاعضاء في مجلس الامن الدولي، ويبدو ان الدول المؤثرة في صناعة القرار منها دائمة العضوية في مجلس الامن باتت على يقين ألا قضية تستحق الإصغاء لشرعيتها ومشروعيتها ، الا القضية الجنوبية، ولا يوجد مشروع دولة إلا بعودة دولة الجنوب .
رسالة الرئيس القائد والوفد المرافق له لموسكو وبعدها واشنطن ولندن وبكين وغيرها ، ان معركتنا هي من اجل السلام الحقيقي الدائم الذي لا يستقيم ابدا إلا بشروط ارادة شعبنا الجنوبي واهداف ثورته التحررية وعلى راسها الاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، بهذا السلام فقط سيزول العنف وسينتفي الارهاب وقواه الداعمة ومليشياته الولادة لعناصره وخلاياه .
الاصدقاء لديهم من القرائن الدالة على ان الحرب في اليمن هي في الاساس على الجنوب، وان الارهاب كان وماوال اداة سياسية دموية تناوبت قوى نظام صنعاء على إدارتها في الجنوب لكبح الثورة الجنوبية وترهيبها.
لدى الاشقاء والاصدقاء وعقب المتغيرات التي طرأت مؤخرا قناعة بأن على الجنوب ممثلا بمجلسه الانتقالي اللحاق بالركب الدبلوماسي على الصعيدين الاقليمي والدولي وحجز موقعا متقدما، بحيث يجعل من حضوره وفاعليته الدبلوماسية سباقا للتحركات اليمنية التي لا تريد للحرب نهاية ولا للسلام بداية بقدر إصرارها على اعادة عجلة التاريخ في الجنوب الى نقطة تمكنها من إعادة إحتلاله وهو الطموح المستحيل حدوثه في منظور المجتمع الدولي ووفقا للمعادلة العسكرية على الارض.
الرئيس الزبيدي في موسكو منذ ساعة من الان ومن المتوقع ان يجري مباحثات مع مسؤولين في حكومة روسيا الاتحادية ، على مجمل القضايا المتعلقة بالجنوب وقضية شعبه والمنطقة بشكل عام ، ستجري المباحثات على ارضية ذات خلفيات ومصادر قوة لعل ابرزها الارث التاريخي الذي تكتسبه العلاقة والشراكة الروسية الجنوبية ، وتجددها بوتيرة شهدت مؤخرا تطورات نوعية تتسم بالاستراتيجية.