2023 عام الحصاد الدبلوماسي الجنوبي
مثلما حملت السفن الحضرمية الجنوبية قديماً البضائع والتجارة ومعها رسائل الود والسلام الإسلام إلى شعوب العالم شرقا بدرجة رئيسية، حرصت السياسة الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي على تأسيس علاقات صادقة التعاون مع الأشقاء والأصدقاء، دون المساس أو التنازل عن الثوابت الوطنية الجنوبية التي لطالما وجهت القوى اليمنية ونفوذها الدبلوماسي العميق كل إمكانياتها لشيطنة الجنوب وقواته المسلحة وقيادته العليا، ومحاولة خلط الأوراق في الداخل وإسقاط صورة نمطية مشوهة عن الجنوب وثورته التحررية، وتقديمها الى الداخل بغية تثبيط الهمم وضرب ثقة الشعب الجنوبي بقيادته وتصويرها كما لو انها ثورة ضحية دبلوماسيات صعبة ضائعة بين مصالح سياسية دولية، واقتصادية لدول اخرى، غير ان كل هذا التصنيف والتصوير المشوهة المجانب للحقيقة فشل ايما فشل، رغم محاولاته المتكررة وابتكار أساليب وأدوات متعددة، كل ذلك كان بفضل قيادتنا السياسية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي إستطاع والى جانبه فريق من الكفاءات السياسية، قراءة مسار الجبهة الخارجية وعلى اختلاف محاورها في وقت مبكر ووضع لها منهجا علميا و تخطيطا استراتيجيا سليما.
استطاع المجلس الانتقالي تطوير علاقة الجنوب وتوسيعها من محيطه وعمقه العربي – وهي علاقة مصيرية ممهورة بالدم – الى إحياء وتعزيز علاقات الجنوب بدول دولية وازنة على صعيد صناعة القرار الدولي كروسيا الاتحادية ودول اوروبية اخرى .
اليوم سيتوجه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو بدعوة من الحكومة الروسية لبحث عدة ملفات تخص أمن واستقرار الجنوب والمنطقة.
الزيارة ستحمل قضية شعب الجنوب وأهداف ثورته ، وتأتي في خضم حراك إقليمي ودولي يستهدف الدفع بعملية سلام شاملة في الجنوب واليمن، كما أنها في دلالاتها تأكيد على نهج المجلس الانتقالي الجنوبي في دعم أمن واستقرار المنطقة وتمثل تطورا مهما في علاقة المجلس والرئيس شخصيا مع القوى المؤثرة دوليا ، كما أن الزيارة تمثل فاتحة لجولة من الزيارات و لعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة في صناعة القرار الدولي.
يبدو أن عام 2023م بمثابة عام حصاد دبلوماسي بالنسبة للجنوب ، ومؤشرات النجاح في هذا الاتجاه بات جليا منذ تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي شرعي للقضية الجنوبية والمدافع عنها وممثلها في المحافل الدولية ، فالمجلس وبقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي واصل و بوتيرة عالية و متصاعدة تكللها الكثير من الصعاب في حمل القضية شعب الجنوب الى طاولات صناعة القرار العالمي محققا نجاحات غير مسبوقة في جبهة لا تقل اهمية عن جبهة المواجهة العسكرية مع مليشيات الاحتلال اليمني الحوثية والاخوانية.