يمثل نطاق سيطرة قوات الاحتلال الموالية لجماعة الإخوان إنطلاقاً من محافظة المهرة مروراً بوادي وصحراء حضرموت مسرح عمليات مفتوح وآمن لأكبر شبكة تهريب في العالم جنّدتها إيران لتزويد مليشيات الحوثي الإرهابية بالأسلحة والذخائر المتنوعة وبالخُبراء والوقود والمخدّرات.
فخلال الاعوام الماضية وحتى اليوم تتصدر محافظات الجنوب الشرقية لا سيما المهرة ووادي حضرموت عناوين الأخبار عن عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين عبر منافذ محافظة المهرة ، بعضها تم إفشالها من قبل قوات التحالف العربي ، غير ان السيطرة العسكرية الشمالية على المهرة ساعدت في جعلها من أبرز مسارات تهريب السلاح لمليشيات الحوثي، وذلك بإستخدام نطاق إنتشارها وآلياتها وجنودها وسائل تمويه لتمرير عمليات التهريب والحيلولة دون ضبطها وإحباطها من قبل قوات التحالف العربي، التي تتعرض لهجوم إعلامي تحريضي مستمر ومنظم في وسائل اعلام حزب الاصلاح الاخواني .
ويأتي ذلك في سياق تبني جماعة الاخوان وحزبها خطاب شخصيات محلية معروفة بإرتباطها بالمليشيات الحوثية وجماعة الاخوان ك" علي سالم الحريزي " الذي يصف القوات السعودية بالاحتلال ويطالبها بمغادرة المحافظة، ليتسنى له مزاولة مهمته بأريحية، كوكيل لتهريب شحنات السلاح الإيراني الى الحوثيين، إذ لا يرى من عقبة امامه سوى وجود القوات السعودية في المهرة، اما خطوط السير وتحديداً وادي وصحراء حضرموت حيث نطاق إنتشار المنطقة العسكرية الأولى الموالية لجماعة الإخوان، فهي سالكة وآمنة بوجود تلك القوة، التي اكد مسؤولون بالتحالف العربي في وقت سابق عدم خضوعها لهم ولا تأتمر بتوجيهاتهم ، وهذا ما اكده المتحدث الرسمي للتحالف العربي العميد تركي المالكي في رد على سؤال يتعلق برفض المنطقة تنفيذ إتفاق ومشاورات الرياض .
*أمن الوادي بقيادته الجديدة*
متغيرات أحدثها ضغط المجلس الانتقالي الجنوبي في سياق إصراره على تنفيذ اتفاق ومشاورات الرياض، والاضطلاع بمسؤوليته في الوقوف الى جانب ابناء حضرموت في الهبة الحضرمية المطالبة برحيل المنطقة العسكرية الاولى ومليشياتها الإخوانية وتمكين ابناء حضرموت من إدارة شؤونهم العسكرية والأمنية في كافة مناطق حضرموت منها الوادي والصحراء والهضبة .
وهذه المتغيرات برزت في تعيين قيادة أمنية جديدة لوادي حضرموت ممثلة بالعميد عبدالله سالمين الصيعري في يونيو 2022 م ، الذي باشر مهامه وفق خطة اثرت والى حد ما على البيئة العسكرية الاخوانية المواتية لعمليات تهريب السلاح للحوثي ، وعلى خلفية محاولة نهوضه بالدور الأمني، إتخذت منه، قيادة المنطقة العسكرية الأولى صاحبة اليد الطولى في السيطرة والجريمة المنظمة منها الارهابية، موقفاً معادياً غير معلن ، إلا أن تعرض منزله لهجوم مسلح بسيئون في سبتمبر الماضي، كان حسب مراقبين بمثابة إشارة إنذار بعثتها المنطقة العسكرية الأولى التي تستميت في أداء وضيفتها الحوثية الاخوانية المزدوجة .
*توتر بين أمن الوادي وحماة السلاح الايراني المهرب*
اليوم تمكن أمن وادي وصحراء حضرموت من ضبط شاحنتين محملة بمواد وسلاح لمليشيات الحوثي في مديرية شبام، بعد أن تم السماح لها بالمرور عبر نقاط عسكرية تتبع المنطقة العسكرية الأولى بسيئون.
لم تبتكر قيادة المنطقة واقعة او حدثاً يغطي إنفضاحها الجديد حديث الساعة ، بل حركت ارتالها ووجهت نقاط إنتشارها للقيام بمسؤوليتها في حماية وتأمين السلاح المهرب للحوثي على اكمل وجه وبكل صفاقة ووقاحة، حيث قامت ومن خلال نقطة عسكرية تابعة لها على الخط السريع الرابط بين سيئون وشبام قام افرادها بإعتراض شرطة الوادي ومنعوا مرور عناصر الامن وطالبوهم تحت تهديد السلاح، إطلاق سراح شاحنتي السلاح التي تم ضبطها لإكمال طريقها الى مليشيات الحوثي.
وحسب مصادر امنية بسيئون مازال الوضع متوتر بين شرطة الوادي التي تصر على إستكمال إجراءات عملية الضبط الناجحة لشحنة سلاح كانت في طريقها الى الحوثي، وبين المنطقة العسكرية الاولى الإخوانية ، التي عززت نقاطها العسكرية بآليات وافراد لتحرير شحنة السلاح وتأمين خط مرورها وإيصالها كالشحنات السابقة الى الحوثي .
واضاف المصدر ان الوضع متوتر في هذه الإثناء بين شرطة وادي حضرموت من جهة وقوات المنطقة العسكرية الأولى في نقطة الكحلاني ، مشيراً ان شحنة السلاح تضم طائرات مسيرة وصواريخ موجهة.