شكل دعمها مقومات الصمود والنصر على الإرهاب .. من طلقة المقاتل الى إغاثة الناس
شكلت دولة الإمارات في إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، السند والممول الرئيس لمتطلبات الحرب ضمن جغرافية العاصمة عدن والمنطقة العسكرية الرابعة ومن ثم حضرموت الساحل والساحل الغربي وغيرها من المناطق،وذلك ابتداءً من طلقة البندقية وانتهاءً باحتياجات الجندي في الجبهات ، واكثر واهم من ذلك كان الدعم والانفاق الاغاثي لإحتياجات السكان ومقومات استقرارهم وامنهم ومعالجة إستمرار خدماتهم اليومية في بلد مدمر ببربرية الغزاة وإرهابهم الحوثي، ويفتقر الى ابسط مقومات الحياة ابتداء من حبة الدواء وانتهاء بخدمات الماء والكهرباء .
لقد كان الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تحرير ارض الجنوب، وحماية وجود الشرعية يعود الى ابطال الجنوب واشقائهم في دول التحالف وعلى رأسهم مغاوير الامارات العربية المتحدة الذين شاركوا إخوانهم في المقاومة الجنوبية اهوال الحرب في الميدان وتقاسموا معهم التضحيات وشرف إجتراح الانتصارات، و جعلوا من العاصمة عدن المحررة قاعدة انطلاق وجسر عبور نحو تحرير بقية المناطق وتصفيتها من الإرهاب وعناصره وخلاياه .
من هذا المنطلق ،ظل يقيننا التام انه لم ولن توجد قوة يمكنها ان تضطلع بالدور الثنائي السعودي والإماراتي في شتى الجوانب الانسانية والاغاثية والخدمية وان تتحمل المسؤولية بشرف في دعم الحرب على الإرهاب الذي كاد ان يسيطر على المدن ويحولها الى إمارات إسلامية، إضافة الى دورها في صمود الجبهات وثباتها وانتصاراتها على المليشيات الحوثي ومشروعها الايراني الذي يشكل الخطر الأكبر على الأمن والسلام الاقليمي والدولي .
منذ اليوم الاول لاجتياح المليشيات الحوثية للجنوب في مارس 2015م ، كنا في معترك المواجهة والتصدي ، مشاريع شهادة في سبيل تحرير أرضنا ، وكنا أيضا شهود تاريخ ، حيث فرضت تلك المليشيات سيطرتها على معظم محافظات الجنوب ومعظم مناطق عدن، صمدت الضالع واستمرت المقاومة بالاسلحة الشخصية في كل محافظة اعتقدت المليشيات الحوثية الإرهابية انها قد اخضعتها بترسانة سلاحها.
وفي الوقت الذي تدافع ابطال المقاومة الجنوبية لتعزيز خطوطها الأمامية في جبهات القتال والمقاومة والتصدي بأسلحتهم الشخصية ، غادرت الشرعية بغلبتها الإخوانية عدن هاربة تجر اذيال الهزيمة ورائها بعد ان اصابها اليأس وفقدت كل املها بالتمسك بشرعية الارض التي وفرها صناديد المقاومة الجنوبية، كان من المتوقع ان ينعكس فرارها سلباً على معنويات المقاومين ، إلا انهم على يقين بأن تلك الشرعية كانت مأمورة من قبل جماعة الاخوان التي إنكشفت حقيقة عدم رغبتها في قتال الحوثي في محافظات الشمال والعاصمة اليمنية صنعاء وتجلت بوضوح منذ ان وطأت اقدام التحالف العربي تربة العاصمة عدن.
شكل صمود رجال المقاومة الجنوبية وقتالهم المستميت ضمن جزر جغرافية صغيرة بمناطق مختلفة الحبل السري التي استمدت منه مرة اخرى تلك الشرعية حياتها الى حين..
وما كان لتلك الشرعية التي تنكرت وجحدت جحوداً إخوانياً أي وجود ولا اسم يذكر لولا تدخل دول التحالف العربي وعلى راسها الامارات وقواتها والدعم العسكري والتمويل غير المحدود وبطولات وتضحيات ابنائها جنبا الى جنب مع ابطال المقاومة الجنوبية وتشاركهم معاً مهام تحرير العاصمة عدن وما جاورها الامر الذي ما كان لتلك الشرعية بشقها الاخونجي الذي سرعان ما إستشعر بخطر الانتصارات التي تحققت على أجنداته المبيتة ضد الجنوب ليبدأ التماهي مع الخطاب الإعلامي الحوثي المعادي والتظليلي ضد التحالف العربي ، ووصل به الحال الى المطالبة بطرد القوات الاماراتية في الوقت الذي كانت تدافع على معقله الرئيس في مأرب وتوسع نطاق سيطرة الشرعية في جبهات الجنوب.
إننا ونحن اليوم نتحدث بفخر ونتغنى بانتصاراتنا في جبهات المواجهة مع المليشيات الحوثية وفي معركة مكافحة الارهاب فإننا لا ننكر البته ان كل هذه الانتصارات كان من الصعب تحقيقها دون دعم واسناد دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، لا سيما الدور الذي إضطلعت به دولة الإمارات العربية المتحدة وبقيه دول التحالف ..
هذه الانتصارات وتضحياتها واهميتها على الصعيد الوطني الجنوبي والامن القومي العربي ، عززت من صلابة التحالف المصيري بين شعبنا وقواتنا المسلحة الجنوبية ودول التحالف العربي وقواتها ، وفي الوقت نفسه ، ارعبت القوى الكهنوتية الحوثية وحاضنتهم وداعمتهم ايران ، اطراف حاولت عبثاً ومازالت فرض هيمنتها على بلدنا الجنوب واكثر ما ارعبها هو وجود كيان جنوبي سياسي وعسكري قوي ومتماسك بحقه وارضه ودولته صادق مع دول التحالف العربي ونقصد هنا المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لشعب الجنوب بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي مؤسس المقاومة الجنوبية وقائدها والقائد الأعلى للمقاومة الجنوبية..
هذا الخوف وهذا القلق من تلك الاطراف تجلت ملامحه على ارض الواقع من خلال ردود افعال قوية ومتطرفة حرفت مسار المعركة ضد الحوثي في الشمال نحو الجنوب المحرر، ثم إلتحمت مع الحوثي كما راهنها ضد دول التحالف العربي والجنوب .