نجاحات قواتنا المسلحة الجنوبية في الحرب على الارهاب.. البداية وعناصر القوة والأهمية والابعاد على الصعيد الوطني والقومي والدولي
تعتبر القوات المسلحة الجنوبية المعاصرة وليدة الثورة الجنوبية التحررية التي ترعرع منتسبوها في أتون النضال الثوري التحرري الجنوبي السلمي الذي تتلمذ في ساحته ومدرسته النضالية جيلاً وطني متسلح بالوعي وبالثقافة التحررية ..جيلاً تميز بوحدته الوطنية الجنوبية ، وولائه الوطني الجنوبي والايثار والاستعداد التام للتضحية في سبيل استعادة الحق والدولة الجنوبية، ونضجت عقيدته الوطنية النضالية على جملة من الحقائق منها انه يواجه إحتلال يقترن ويرتبط وجوده إرتباطاً تكاملي عضوي إستراتيجي مع الارهاب وتنظيماته، فكان لهذا النضوج والتنشئة أثراً بالغاً في تكوين قوة عسكرية جنوبية بعقيدة وطنية وقتالية ثأرية وثائرة على الارهاب وتنظيماته والاطراف التي تقف وراء تصديره الى الجنوب و تغذيته ورعاية وإيواء مخاطره.
كما ان المزيج الصلب الذي تكونت منه القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، ذاق ويلات الارهاب وجرائمه، وظل طيلة العقود التي اعقبت وقوع الجنوب في الوحدة المشؤومة مع اليمن يتحين الفرصة للإنقضاض على هذه الآفة التي استخدمت ودون شك لتركيع شعب جنوب وكبح جماح ثورته، فعلى سبيل المثال إستهدف الارهاب الموجه ضد الجنوب توجيهاً سياسياً، المئات من الكوادر العسكرية الجنوبية والذين تمثل شريحتهم اليوم إحدا مكونات القوات المسلحة الجنوبية ، كذلك هو الحال بالنسبة لمكونها العسكري القتالي، شباب الحراك الثور التحرري السلمي والمقاومة الجنوبية الذين تتلمذوا وترعرعوا في ساحات النضال الثوري بوسائله السلمية والعسكرية.
حيث طالتهم العمليات الارهابية في معترك الحراك السلمي وفي طور الالتحاق بالمقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية، عند بدايات إنشائها، كما طالهم الارهاب واياديه المحترقة دون سواهم، في مناطق إنتشارهم لأداء واجبهم العسكري والامني ، وهو الامر الذي جعل الحرب على الارهاب في عقيدتهم ،حرب مصيرية وجودية ، يتقرر فيها مستقبل الجنوب وقضيته وحق شعبه في الحياة وفي إستعادة دولته الفيدرالية كاملة السيادة .
اولى فصول التصدي لمخطط حوثي اخواني داعشي
بدأت معركة قواتنا المسلحة الجنوبية ضد الارهاب، من حيث إنتهت معركتها ضد المليشيات الحوثية الارهابية في العاصمة عدن والتي تكللت بطرد تلك المليشيات ودحرها وكسر شوكتها وإلحاق اكبر هزيمة بالمشروع الايراني بدعم واسناد ومشاركة من قبل دول التحالف العربي .
فمنذ اليوم الأول لانتصار شعب الجنوب والمقاومة الجنوبية المسلحة بقيادة مؤسسها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في تحرير الضالع والعاصمة عدن من المليشيات الحوثية واستمرارها في عملية تطهير وتحرير بقية ارض الجنوب من دنس مليشيات الاحتلال الحوثي- العفاشي ظهر فراغ سياسي وأمني وعسكري واداري في محافظات ومناطق الجنوب المحررة ,سارع الأعداء ووفق خطة مدروسة ومعدة مسبقاً في ملئ هذا الفراغ ومحاولة إعادة انتاج الهيمنة الاحتلالية بوسائل وأساليب متمثلة بحزب الإخوان المشهور تاريخياً ببراعته في اقتناص الفرص واستثمار تضحيات ونجاحات الاخرين لصالحه مستخدماً في ذلك جناحه السياسي الحزبي المتغلغل والمسيطر داخل أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة , على مدى ثلاثة عقود كما استخدم أذرعه العسكرية الإرهابية ممثلة بالقاعدة وداعش بدرجة رئيسية وعصابات النهب والسلب والتدمير كجناح إخواني اخر.
ويمكن القول ان حزب الاصلاح الإخواني بتشكيلاته السياسية الحزبية والعسكرية الارهابية وأدواته الاعلامية الجبارة ومواردة الضخمة قد اعد نفسه مسبقا وبتنسيق مع مليشيات الحوثي لاعادة السيطرة على مناطق الجنوب المحررة باسم القاعدة حيث لوحظ وقتذاك إنتشار وبشكل غير مسبوق خفافيش الإرهاب بأسلحتهم وعباءاتهم السوداء المشهورة والدالة عليهم, ونجحوا في زراعة الرعب والخوف في الوسط الاجتماعي وظهرت بصماتهم الإرهابية على البوابات والجدران والساحات العامة الملطخة بشعاراتهم وراياتهم السوداء الإرهابية المنادية بإعلان الولاية الإسلامية وأقاموا الحواجز والنقاط وثكنات ومعسكرات التدريب الخاصة بهم داخل المدن والاحياء السكنية المختلفة وفرضوا سيطرتهم وجباياتهم على مرافق حيوية وايرادية وأنشاءوا المحاكم التابعة لهم, وشاهد العالم عبر مختلف القنوات الاعلامية كيف خيمت الرايات السوداء على كثير من مناطق العاصمة عدن وبقية الحواضر المدنية في لحج وأبين وشبوة وحضرموت.
هذا الوضع الإرهابي المخيف والاستثنائي مثل بداية التحدي العملي أمام المقاومة الجنوبية ، التي كانت منشغلة ومتفرغة لإنجاز مهمة تحرير ما تبقى من ارض الجنوب من مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من ايران .
مواجهة حتمية ومصيرية لاخيار فيها سوى النصر والشهادة
كان الامر مصيري ووجودي فعلا ، فقبل أن تستكمل هذه التشكيلات القتالية الجنوبية عملية إعادة تنظيم صفوفها وإعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها الوطنية والمهنية وجدت نفسها مرة أخرى أمام عدو جديد أشد فتكاً وخطورة عن سابقه وله إرتباط به ، وأمام مواجهة حتمية ومصيرية لا خيار فيها سوى النصر أو الشهادة .. ومن هنا كانت البداية لمعركة أخرى كبيرة وطويلة ضد الارهاب دشنت أول فصولها في العاصمة عدن ، بدعم وإسناد من التحالف العربي ، وبقيادة محافظها آنذاك اللواء عيدروس الزبيدي ومدير أمنها اللواء شلال علي شايع وقيادات ميدانية ، سطرت بطولات اسطورية تاريخية كالشهيد القائد منير ابو اليمامة وفي معارك شرسة وعمليات نوعية وغير مألوفة بالنسبة للقوات المسلحة الجنوبية التي كانت حينذاك في طور التكوين والتخلق ولم تكن معدة او مجهزة لمثل هذا النوع من المواجهة بشكل كافي ، مواجهات استخلصت من شبابنا وقواتنا ثمناً باهظاً وتضحيات جسيمة تمكنت فيها المقاومة والقوات المسلحة الجنوبية من تطهير العاصمة عدن من الرايات السوداء والقضاء على طوابير طويلة من فلول القاعدة وداعش و تنفس الجنوبيون في العاصمة عدن الصعداء.
نجاح العملية الأمنية والعسكرية وبإمكانيات محدودة في تطهير العاصمة عدن من العناصر الارهابية ، تكررت ايضاً بوتيرة عالية ومتسارعة في بقية المحافظات بدعم وإسناد غير محدود ولا ممنون من قبل الأشقاء الإماراتيين وبقية دول التحالف الذين كانوا شركاء اوفياء ومخلصين لشعب الجنوب والقوات المسلحة الجنوبية في كل معاركها لتحرير وطننا الجنوب من المليشيات الحوثية ومن ثم تطهيره من فلول الجماعات الإرهابية.
- يتبع في الحلقة القادمة