ما قبل الرحيل .. ومؤشرات السيناريو الإخواني الأخطر

عملت مليشيات الإخوان الإرهابية في حضرموت الوادي من خلال عناصرها الارهابية المتواجدة بالوحدات العسكرية الموالية لها ممثلة بالمنطقة العسكرية الأولى التي تمتلك اضخم الأسلحة والمعدات العسكرية  مقارنة بالمناطق العسكرية الأخرى، على تغذية الأعمال الإرهابية وتنفيذ جرائم الاغتيالات بهدف ترهيب الغضب الشعبي المتصاعد في الشارع الحضرمي  الرافض لتواجد تلك القوات في مناطقهم بوادي وصحراء حضرموت . وبحسب التقارير التي  اشارت الى  ان جرائم الاغتيالات التي استهدفت كوادر حضرمية في وادي وصحراء حضرموت خلال الأشهر و السنوات الماضية ارتفعت وسجلت ارقاماً قياسية بصورة  متصاعدة وبشكل لافت ، بالإضافة الى افتعال الفوضى والانفلات الأمني الممنهج في مدن الوادي والصحراء. واثناء تشكيل النخبة الحضرمية التي حققت نجاحات متواصلة في إستتباب الاوضاع الأمنية الى جانب نجاحها الكبير في مجال مكافحة الإرهاب و تحرير وتطهير مديريات ساحل حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة الارهابي في إطار الخطة الأمنية وتنفيذ عدة عمليات أمنية وعسكرية نوعية  تم تنفيذها على مراحل بدعم واسناد من التحالف العربي ، وهو الأمر الذي ازعج مليشيات الإخوان الإرهابية في المنطقة العسكرية الاولى واعتبرته  تهديداً لوجودها في وادي وصحراء حضرموت . كما ان  المكانة الرفيعة التي حضيت بها النخبة الحضرمية في الوسط الاجتماعي بالساحل والوادي على حد سواء وعلى مستوى الجنوب ، وبروز قدراتها العسكرية والأمنية وكفاءتها المهنية واستمرار إنتصاراتها المتواصلة في مكافحة الإرهاب والقضاء على الجريمة المنظمة، كانت ومازالت تثير مخاوف وقلق مليشيات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لجماعة إخوان اليمن وعناصرها الإرهابية ، بالإضافة الى وقوف كل ضباط وصف ضباط وافراد  النخبة الحضرمية سداً منيعاً امام مشاريعها الارهابية الخبيثة وخطرها الحقيقي  المرفوض شعبياً في حضرموت الوادي والصحراء.

*عمليات الإغتيالات*

وخلال عام ٢٠٢٠ م  سجلت مديريات وادي حضرموت أكثر من 300 حالة اغتيال وعملية قتل قيدت ضد مجهول راح ضحيتها العشرات من الكوادر العسكرية والأمنية الحضرمية وناشطين وشخصيات اجتماعية ورجال دين ، وبحسب التقارير الاستقصائية الراصدة لتصاعد عمليات الاغتيالات الإرهابية بحضرموت الوادي والصحراء التي اوردت ارقاماَ مماثلة خلال العامين المنصرمين واشارت الى ما يمكن فهمه ان استنزاف دماء ابناء وادي وصحراء حضرموت بالاغتيالات المقيدة ضد مجهول التي تمارسه مليشيات الاخوان  بصورة اوسع وبشكل مباشر واكثر وحشية وشمولية عندما شعرت رؤوس النفوذ الاخوانية ومليشياتها في المنطقة العسكرية الأولى  أن مصالحها ومصالح تنظيماتها الإرهابية المترتبة من استنزاف ثروات حضرموت معرضة للخطر .

*سيناريو الإخوان الأخطر ..  إسقاط وادي حضرموت بيد تنظيم القاعدة*

وحذرت التقارير من سياسات الاخوان الخبيثة والدموية التي تلجأ اليها المنطقة العسكرية الأولى بإيعاز من قيادة جماعة الاخوان وعلى رأسهم راعي الإرهاب علي محسن الاحمر في قمع التصعيد الشعبي لمحاولة إيقاف الهبة الحضرمية ، وذلك من خلال محاولات إلتفافية ومشاريع منتقصة تقف وراء تسويقها عناصر إخوانية حضرمية ، او عبر سياسة القمع الوحشي للفعاليات التصعيدية الحضرمية التي اكتسحت في الاونة الاخيرة معقل المليشيات الإخوانية والمنطقة العسكرية الأولى في مدن وادي وصحراء حضرموت . وقالت التقارير في تحذيرها : ان المنطقة العسكرية الأولى لن تتوانى  من شن حرب شاملة على المجتمع المدني الرافض لوجودها ، وهذا ما بات واقعاً مستجداً اليوم ، حيث شنت مليشيات  المنطقة العسكرية الأولى وعناصرها الإرهابية  الرديفة لها حملة عسكرية استخدمت فيها شبكة نارية قتالية على ابناء مدن وادي حضرموت السلميين في تصعيد الغضب الذي شمل عدة مدن وفي مقدمتها مدينة سيئون حاضرة وادي وصحراء حضرموت  . واشارت التقارير ان إشتداد وتيرة الغضب الشعبي في حضرموت الوادي والصحراء مسنودا بتضامن جنوبي واسع،  إضافة الى الموقف القوي والواضح الذي اكده المجلس الانتقالي الجنوبي منذ انطلاق الهبة الحضرمية وجدده اليوم على لسان متحدثه الرسمي الاستاذ علي الكثيري ، قد ضيق الخناق على المنطقة العسكرية الاولى وهو ما قد يدفعها الى تكرار ما حدث في ساحل حضرموت في مطلع ٢٠١٥ م وذلك بإغراق   مدن وادي حضرموت في مستنقع الإرهاب والفوضى الأمنية ، خاصة وان للمنطقة ذات الولاء الاخواني وتنظيمها الإرهابي المسلح والرديف التي تقوده عناصر من تنظيم القاعدة ومن الرعيل المرتبط مع جماعة الاخوان بمصالح متشابكة منذ الغزوات الجهادية الإرهابية والتكفيرية في افغانستان وغزو الجنوب واحتلاله في صيف ١٩٩٤ م. وهذا ما لوحظ اليوم في القمع الوحشي الذي استخدمت فيه المنطقة العسكرية الاولى شبكة نيران  لسلاح قتالي مساند كالدوشكا و ١٤/ ٧ ورشاشة الاشتباك المباشر ضد شباب سلميين ، كما لوحظ عناصر ملثمة ترتدي الزي المدني واخرى ترتدي الزي الأفغاني  تطلق الرصاص الحي من مختلف الاعيرة النارية وهذه العناصر الإرهابية المتطرفة تابعة لمليشيات المنطقة العسكرية الأولى ، تم جلبها من مناطق شمالية مختلفة من عمران ومارب والجوف وذمار واغلبها من خريجي جامعة الايمان الاخوانية وجرى توطينها وتشكيلها على فترات متلاحقة ضمن القوام البشري للمنطقة العسكرية الأولى. هذا السيناريو لا ترى جماعة الإخوان تهديداً لوجودها او تهديدا لمصالحها في حضرموت الوادي والصحراء ، خاصة اذا ما اخذنا في الحسبان ان التنظيمات الإرهابية التي تستخدمها الجماعة عادة لخلط الاوراق في الجنوب ترتبط معها بعلاقة الاصل بالفرع وهي علاقة تاريخية تقوم على مصالح متشابكة ومصير وجود  ومركز قيادة وسيطرة مقدس يعطي الجماعة سلطة الامر الناهي .