عاصفة العمالقة الجنوبية ودفاع شبوة تجتث تمرد الإخوان
تقرير خاص / درع الجنوب
سيطرت قوات العمالقة الجنوبية ودفاع شبوة يوم الأربعاء، بالكامل على مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، عقب مواجهة عنيفة مع مختلف القوى العسكرية والأمنية الموالية للإخوان في المحافظة التي تمردت على قرارات مجلس القيادة الرئاسي،ومحافظ المحافظة، ما دفع محافظ شبوة، عوض بن الوزير، لإعلان عملية عسكرية لسحق التمرد، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وإحراق العشرات من أطقم وآليات المتمردين، والسيطرة الكاملة على جميع المواقع التي كانت تحت سيطرتهم.
وفي أول محاولة ميدانية فاشلة للقوات الموالية لجماعة الإخوان في شبوة، فجرت هذه القوات خلال اليومين الماضيين الوضع عسكريًا في المحافظة متمردة على قرار المحافظ بن الوزير بإقالة قائدي قوات الأمن الخاصة ومعسكر القوات الخاصة بالمحافظة لتمردهم على قرارات اللجنة الأمنية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة متسببة بسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات اللواء الثاني دفاع شبوة والعناصر المتمردة.
*دعوة المحافظ*
وكان محافظ محافظة شبوة عوض بن الوزير، دعا يوم الثلاثاء، القادة العسكريين والأمنيين الذين قامو بالتمرد والانقلاب على القرارات في المحافظة بالعودة إلى جادة الصواب، وإيقاف إطلاق النار فورًا، ما لم فإنهم سوف يتحملون تبعيات هذا التمرد ونتائجه، حيث لم تبدي القوات الانقلابية المتمردة أي استجابة او تجاوب مع دعوة المحافظ ابن الوزير، مستمرين بالتعنت ومحاولة تصعيد الموقف في المنطقة.
*التزام دفاع شبوة*
وشدد ابن الوزير على أنه يجب على الفرقاء الامتثال لتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي وما صدر من اللجنة الأمنية ومقترحات المحافظ دون انتقاء أو تجزئة والتي تشمل كافة الأطراف.
وأكد المحافظ التزام اللواء الثاني دفاع شبوة بنفاذها وأعلن استعداده للتوجيهات كمخرج آمن لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد المسلح في العاصمة عتق، بغية استيعاب الجميع في إطار الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية وتحت شعار "كلنا أبناء شبوة".
*خلفية التمرد*
ويأتي التمرد رفضًا لقرار محافظ محافظة شبوة رقم (29) لسنة 2022م، لمعالجة آثار الأحداث التي حصلت بين قوات الأمن الخاصة شبوة، واللواء الثاني دفاع شبوة، عقب قيام كلًا من أحمد محمد حبيب درعان، قائد معسكر القوات الخاصة، و ناصر الشريف، مدير مكتب القائد الموقوف، بمنع نائب مدير عام شرطة المحافظة المكلف بمهمة قائد قوات الأمن الخاص العميد أحمد ناصر لحول، من الدخول إلى المعسكر، وهذا يعتبر إعلان التمرد العسكري على قيادة المحافظة، وتمرد على قرارات اللجنة الأمنية.
ونص قرار المحافظ على إقالة كلًا من العميد عبدربه محمد صالح لعكب، قائد قوات الأمن الخاصة م. شبوة، و أحمد محمد حبيب درعان قائد معسكر القوات الخاصة، ومنع ناصر الشريف مدير مكتب القائد المقال من دخول معسكر القوات الخاصة، وعدم التعامل معه بالمطلق. واستمرار تكليف العميد أحمد ناصر لحول قائدًا لقوات الأمن الخاصة م. شبوة، وفقًا لتكليفنا السابق بدلًا عن القائد المقال، وكذا استمرار توقيف قائد اللواء الثاني دفاع شبوة.
*حيدان يغذي التمرد*
وكان وزير الداخلية المحسوب على جماعة الإخوان إبراهيم حيدان، رفض قرار إقالة لعكب زاعما أنه تجاوز للصلاحيات، على الرغم من صدور قرارات مشابهة في عدة محافظات أخرى، متجاهلا التمرد الذي نفذته القوى الإخوانية في محافظة شبوة.
وردا على مزاعم حيدان، قال المحافظ عوض محمد بن الوزير العولقي: إن "هذه القرارات صدرت فـي المحافظـات المجـاورة والتـي قـام محافظيهـا بتغييـر مـدراء عمـوم الشـرطة في تلك المحافظـات وكذلك قـادة قـوات الأمن الخاصـة الذين هم في الأصل والتسلسل القيادي والوظيفي إدارات تابعة لمدير عام شرطة المحافظة مثلها مثل الإدارة العامة للمرور والإدارة العامة للمطافي وهي حق كفله القانون والوضع الاستثنائي الذي تمر به البلد للمحافظ ولـم نـرى اعتراضـات وزارة الداخليـة".
وأضاف: "إن تمـت تلـك الاعتراضـات فهــي تعتبـر مـن الاعتراضـات الصـورية والمعدومـة فـي القانون، كمـا أن قرارنـا المذكور أعـلاه مكتمـل الشـروط والأركـان مـسـبـب بالحيثيـات المتعـددة التي تركتموهـا وانتقيتـوا الـعيـب مـن وجهـة نظـركم علـى تعارضـه مـع قـانون السلطة المحليـة وهذا هو الخطـأ الذي وقـعـتم فيـه (..) وقرارنا مكتمل الشـروط القانونيـة".
وبحسب العولقي، فإن الشـرطة هيئـة مدنيـة نظاميـة تـؤدي واجبهـا لخدمـة الشـعب وتكفـل للمواطنين الطمأنينـة والأمـن وتعمـل علـى حـفـظ النظــام والأمـن العــــام وبهـذا فهـي تتبـع السلطة المحليـة بشكل مباشـر وخاصـة بـعـد أن نقـل القـانـون صـلاحيات الـوزراء للمحافظين فـي المـادة ( 43 ).
وتنص تلك المادة، على أن يكـون المـحـافظ رئيسـا لجميـع المـوظفين المدنيين العاملين فـي المحافظـة وتنقـل لـه السلطات والصلاحيات المقررة للـوزراء مـن حيـث التعيين والنقـل والنـدب والإعـارة والإحالـة إلـى التحقيـق والتديـب وهـذا حـق قـانوني لنـا كمـا لا تعتبـر أجهـزة الشـرطة من الجهات المركزية التي نصت عليها المادة ( 3 ) من قانون السلطة المحلية .
وأكمل: "كمـا يـبـدو مـن مضـمون خطــابكم عـدم استيعابكم للمتغيـرات الأخـرى مـن حيـث تجـاهلكم عنـوه للمتغيرات التـي نتجـت عـن مـخـرجـات مـؤتمر الرياض والتـي كـان مـن أبرزها التغييـر الكـلـي فـي منظومـة الـحـكـم وأن جميـع المكونات السياسية قـد دخلـت فـي شـراكة للحفـاظ علـى مؤسسـات الدولـة واستيعاب الجميـع دون تـرجيح طرف علـى آخـر ونحـن نـعمـل علـى استيعاب الجميـع وأن يظـل الـكـل شـركاء دون إقصاءات أو تهمـيش وتفضيــل طـرف علي أخـر ولكـن الأعمـال الغيـر محسـوبة والتدخلات الجانبيـة فـي شـؤون المحافظـة سـتؤدي فـي النهايـة إلـى أن يقصـي الشـخص أو الكيـان السياسـي نفسـه بنفسـه ".
*رد فعل سريع*
من جانبه عقد مجلس القيادة الرئاسي، اجتماعا استثنائيا للوقوف على الأحداث المؤسفة في مدينة عتق، وبعد الاستماع إلى تقارير الجهات المختصة ونقاش مستفيض للأوضاع في المدينة، قرّر المجلس إقالة كلا من العميد عزير ناصر العتيقي قائد محور عتق قائد اللواء 30، والعميد عوض مسعود الدحبول، مدير عام شرطة محافظة شبوة، والعميد عبد ربه محمد لعكب، قائد فرع قوات الأمن الخاصة، والعقيد وجدي باعوم الخليفي قائد اللواء الثاني دفاع شبوة.
وتبعتها قرارات رئاسية قضت بتعيين العميد الركن عادل علي بن علي هادي المصعبي قائدًا لمحور عتق وقائدًا للواء 30 مدرع، وتعيين العميد الركن فؤاد محمد سالم النسي مديرًا عامًا لشرطة محافظة شبوة، بالإضافة إلى تعيين العقيد مهيم سعيد محمد ناصر قائدًا لقوات الأمن الخاصة فرع محافظة شبوة.
*الإعلان عن بدء عملية عسكرية لفرض الأمن والاستقرار في شبوة*
اصدر محافظ محافظة شبوة، عوض بن الوزير، بياناً عبر في مقدمته عن نفاذ جميع الطرق السلمية في التعامل مع التمرد والانقلاب الغاشم على قرارات السلطة المحلية في المحافظة، مبيناً فيه ان ماتشهده مدينة عتق عاصمة المحافظة من رمي بكافة انواع الأسلحة ضد أهداف مدنية و منشآت محرمة بموجب القانون، هو أكبر دليل على نوايا المتمردين الانقلابيين، مشدداً من خلاله على عدم السماح للمتمردين ومواليهم وداعميهم بالنيل من شبوة و أبناءها، و أعلن فيه عن تنفيذ عملية عسكرية مضادة لفرض الأمن والاستقرار في المحافظة والحفاظ على ارواح و ممتلكات المواطنين فيها.
وأكد المحافظ بن الوزير في البيان انه لا مكان لأي شخص أو فئة خارجة على السلطة والقانون، مشدداً على محاسبة كافة المتسببين في التمرد والانقلاب الفاشل الذي تسبب في قتل عدد من الأبرياء وترويع الآمنين، مشيراً إلى أن من قام ببيع أرضه وتعاون مع المليشيات الحوثية تاركاً الجبهات الساخنة مع العدو الحقيقي وموجهاً اسلحته وقوته في قتال أبناء جلدته لا يستحق أن يكون له موطئ قدم في هذه المحافظة، وقدم في قتام بيانه الشكر والتقدير للقوات العسكرية بكافة ضباطها وافرادها، والقوات الأمنية الأمنية الداعمة للسلطة المحلية والقائمين على تأمين البلاد.
*استياء واسع لأحداث الانقلاب والتمرد في شبوة*
لاقت عملية الانقلاب والتمرد التي قامت بها القوى الموالية لجماعة الإخوان في محافظة شبوة إستنكار وردود واستياء كبير من قبل القيادات السياسية والعسكرية والشخصيات الإعلامية والمجتمعية ومختلف فئات المواطنين، ومعبرين في الوقت ذاته عن تأييدهم للعملية العسكرية التي قامت بها قوات العمالقة الجنوبية ودفاع شبوة لكسر التمرد وتثبيت الأمن والأمان والحفاظ على ارواح و ممتلكات المواطنين في المحافظة، حيث أشار الأستاذ أحمد حامد لملس، الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، إلى أن أمن واستقرار شبوة هو من أمن واستقرار العاصمة عدن والمحافظات، معبراً عن استياءه في محاولات بعض القوى جر المحافظة إلى مربع العنف والاقتتال لأجل خدمة اجندات خبيثة ومصالح ضيقة.
وقال الأستاذ فضل محمد الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، نائب الأمين العام للأمانة العامة، في إشارة منه إلى القوى المتمردة وداعميها، انه طوال سبع سنوات ادمنوا خوض المعارك الجانبية بعيدا عن المعركة الرئيسية في مواجهة الحوثي، متابعاً ان أحداث شبوة تكشف حقيقة هذه القوى.
أكد الدكتور ناصر الخُبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، ان شبوة عصية على المتمردين ولا يمكن ان تقبل على أرضها اي إرهابي او حوثي او اخواني، وأن انتصارات شبوة لن تتوقف عند هذا النقطة وستستمر إلى أبعد من ذلك، مقدماً التحية لكل أبناء شبوة الاحرار، مترحماً على الشهداء، و متمنياً الشفاء العاجل لجميع الجرحى.
وقال الدكتور باسم منصور، رئيس الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، عضو الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، انه تم كسر تمرد الإخوان في شبوة بسويعات من قبل قوات العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة استجابةً لقرارات مجلس القيادة الرئاسي والسلطة المحلية في شبوة بإقالة قيادة التمرد الانقلابي يوم له ما بعده، ذاكراً انه كشف عن التحالف الإخواني الحوثي من جهة، ومدى خيانة الإخوان للتحالف العربي ونسفهم للاتفاقات.
و أوضح الدكتور باسم منصور أن اخوان اليمن لا يؤمنون باي اتفاقات لان لهم تحالفات إقليمية ومرجعيات تكُن العداء للتحالف العربي، مبيناً ان انتصار شبوة نقطة تحول نحو مزيداً من تعزيز الثقة بالقوات المسلحة الجنوبية كشريك فاعل مع التحالف، متابعاً بأنه يظهر ماكان المجلس الانتقالي الجنوبي يحذر منه طول سنوات.
أشار المهندس رأفت الثقلي، رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي سقطرى، محافظ المحافظة، إلى أن الجميع يقف مع قرارات محافظ محافظة شبوة، وقرارات قيادة المجلس الرئاسي وقيادة التحالف، داعياً جميع أبناء شبوة إلى الوقوف صفاً واحداً مع المحافظ ابن الوزير.
أكد الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، محافظ محافظة حضرموت، أن أمن محافظة شبوة من أمن حضرموت، وطمأنينة مواطنيها جزءًا لا يتجزأ من استقرار وطمأنينة أبناء حضرموت، مشيراً إلى أن حضرموت بقيادة السلطة المحلية على استعداد لتقديم كل ما يتوجب لحفظ الأمن في شبوة، مباركاً خطوات فرض الاستقرار فيها، وموضحاً أن حضرموت لن تتردد في تقديم العون والدعم اللازم لأهلها في شبوة لتحقيق الاستقرار والأمن المنشود.
*نقل القوات إلى الجبهات*
وشدّد المحلل السياسي صالح شائف، على الضرورة الملحة لنقل القوات المتمردة إلى حيث ينبغي أن تكون، وهي جبهات المواجهة مع مليشيات الانقلاب الحوثية، مؤكدًا أنها تخضع لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني وزعيم جناحه العسكري الإرهابي علي محسن الأحمر، وسط إصرار على عدم تنفيذ اتفاق الرياض رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على توقيعه.
وأضاف شائف: "أصبح الوضع خطيرا ويبعث على القلق وينذر بتدهور كبير لحالة الاستقرار السياسي النسبي الذي نتج عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، والذي أصبح دوره الحاسم مطلوبا اليوم وسريعا لتنفيذ الاتفاق ونقل تلك القوات من وادي حضرموت ومن المهرة، مالم فإنه سيواجه تحديات كثيرة وخطيرة وستتعرض وحدته النسبية القائمة التي فرضتها الظروف المرحلية المؤقتة وتحالف الضرورة للانهيار التام وسيكون لذلك تداعياته الخطيرة بالضرورة".
وأشار إلى أن القوات المتمردة خضعت لأوامر وتوجيهات القيادات الإخوانية المعروفة التي لا تضع وزنا لحياة الجنود بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها الخاصة وأهدافها السياسية الدنيئة والمتمثلة بإدخال شبوة في دائرة فتنة كبرى لتتمكن تلك القوى من السيطرة على شبوة وثرواتها.
هذا وأكد المجلس الرئاسي في بياناً صادر عنه انه في حالة اجتماعات متواصلة للوقوف على أحداث شبوة والعمل على معالجتها، وأوضح المجلس في بيانه على مبادرته إلى الاستجابة السريعة وقطع دابر الفتنة ومحاسبة المسؤولين عنها، وأعرب في البيان عن بالغ الأسف وعميق الحزن والمواساة لأسر الضحايا، مؤكداً الالتزام بجبر ضررهم ومعالجة الأحداث واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرارها.